الهياط والموضة بين (العباءة والكمامة) - فهد بن جليد

  • 5/8/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في زمن الحاجة الطبية اندلعت (حرب الأقنعة) أو (الكمامات) كحقائق عاشها العالم في (عصر كورونا)، عندما تعاركت دول كبرى على صفقات (قطعة قماش) لم يكن أحد (غير الآسيويين) يُعيرها اهتماماً فيما مضى، الأنظار سرعان ما تحوَّلت في ظل الأزمة إلى مدى توفرها كأحد مؤشرات النجاح في المواجهة، الأنظمة القوية سطت عليها وصادرتها في المطارات، والأكثر قدرةً زادت في مُناقصات الشراء من المصانع، لتنصح الأقل حيلةً شعوبها في هذه الظروف بصنع (كماماتهم) بأنفسهم وبأدوات بسيطة، مؤكدة أنَّ نتيجة الحماية واحدة، بينما دول مثل فرنسا وغيرها (عضت) أصابع الندم على تفريطها في ثروة وطنية بتوقفها عن البروتوكول الإستراتيجي السابق (بتخزين الكمامات) بكميات كبيرة وكافية لأي ظرف طارئ. الدراسات والنصائح والتوقعات فيما بعد (كورونا) جميعها تؤكد على ضرورة ارتداء الكمامة في الدول والأنشطة التي تم السماح لها بالعودة، ولعلَّ حديث (إياتا) مؤخراً بأنَّ الكمامة باتت شرطاً رئيساً لصعود الطائرة عند عودة تحليق الطائرات مُجدداً، يدل على أنَّ (الكمامة) من الحاجات الشخصية الضرورية للتنافس بذلك حمل (الهواتف الذكية)، ما جعلها تغزو (دور الأزياء) لتتسابق مصانع خيوط الموضة على إنتاجها بأشكال خاصة ومُناسبة، حتى باتت قطعة خاصة للذكرى والتاريخ، بل إنَّ أوَّل عروض أزياء (الكمامات) انطلقت مؤخراً في كرواتيا بأسماء وألوان وخيوط خاصة. سُبحان مُغيِّر الأحوال، فبعد أن كانت الغرامات تُفرض في أوروبا على غطاء الوجه بحجة الحرية، بات كشفه دون (كمامة) هو المُخالف للحرية، وبعد أن كانت شعوب شرق آسيا محط تندُّر وسخرية العالم من التمسُّك بالكمامة، بات هياط الدول الصناعية الغربية اليوم يُقاس بحجم (إنتاج الكمامات) وأجهزة التنفس، السؤال المطروح هنا بين أجزاء الصورة والمشهد: هل سنستثمر أزياءنا التقليدية في منطقة الخليج (الشماغ) للرجال، و(الحجاب) للنساء، في هذا السباق العالمي ولو للترويج لهما كموضة وزي مُفيد وعملي؟ أم أنَّنا سنستبدلهما (بالكمَّامة) كسلم للموضة بأشكالها وتوقيعاتها، وعلامة (للهياط) بأسعارها. وعلى دروب الخير نلتقي.

مشاركة :