قصصي الصغيرة في رمضان الكورونا

  • 5/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القصة الأولىطبيعتي بيتوتية جداً جداً قبل الحظر وقبل الحجر وقبل كورونا، خروجي من البيت للضرورة لست من رواد المطاعم والمجمعات والقعدات والغبقات لذلك لم يتغير علي الشيء الكثير داخل نظام البيت ولكنها المرة الأولى التي يمر علي أكثر من شهر دون سياقة السيارة في شارع عام، وخرجت أمس للضرورة القصوى لأكتشف أن ذاكرتي أخذت وقتاً لتستعيد تفاصيل كل شارع، لفاته ومطباته بل حتى سياقة السيارة كانت غريبة نوعاً ما على غير العادة.فأنت حين ترتاد طريقاً ما بشكل يومي أو روتيني تجد نفسك تسوق دونما تفكير فعقلك وجسدك يعملان بطريقة آلية في التشغيل وفي السير، وأحياناً تصل لوجهتك ولا تتذكر كيف وصلت وما الذي مررت به، وكأن رجلاً آلياً هو الذي كان يسوق، مما يؤكد أن خلايا الذاكرة لها ذاكرة مثبتة تقود حتى جسدك وتقوم نيابة عنك بالأعمال الروتينية اليومية وأن خلايا الذاكرة أيضاً هي كأي عضلة إن أهملت استخدامها ترهلت وارتخت وعجزت عن القيام بمهامها... يا الله بالثبات.وبمناسبة الذاكرة وعقلية الروبوت القصة الثانية أنه عندنا في البيت شغالة هي كالروبوت عقلها لا يستوعب إن تغير لها المعلومة أو الطريقة أو النظام الذي اعتادت عليه، ما تقوله لها يثبت وتقوم به على أكمل وجه إنما أي تغير يعترض طريقها فالنتائج كارثية!قبل رمضان علمتها طريقة عمل المحلبية ونجحت من أول يوم صفقت لها وشجعتها لأنها كانت ممتازة، وفي اليوم التالي علمتها طريقة عمل الكريم كراميل، وأيضاً نجحت ثم في اليوم الثالث قلت لها اليوم محلبية، وجئنا بالمحلبية بعد الفطور لنأكلها فوجدناها (ماي مايوه) و(اتدح) ولغير الناطقين بالبحرينية أي سائلة وخفيفة جداً، ناديتها وبدون أن أكثر أسئلة لأني أعرف طريقة تفكيرها قلت لها دعيني أرى كيف عملتِ المحلبية، فاكتشفت أنها خلطت مقادير المحلبية بالكراميل والأدهى أنها لم تكن محلبية أصلاً بل المبروكة استخدمت (دريم ويب) أي كريمة مخفوقة مع ماء لا مع حليب وحين سألتها عن السبب قالت إن العلبتين لونهما أزرق ولم تنتبه إلى اختلاف الصور وما هو مكتوب ولا لصورة الجلي وعليه الكريمة المخفوقة، المهم أنها علبة زرقاء والسلام، مما استدعى أن أقوم بعملية تفتيش تشبه التفتيش الحكومي على المستودعات هذه الأيام لأتأكد أن علب (الجويت) أو (النيله) الذي يستخدم في غسيل الملابس معزولة تماماً عن علب المحلبية!!القصة الثالثة والأخيرةبمناسبة الكريم كراميل وبمناسبة طريقة التفكير الآلية، لأم سعود صديقتي العزيزة طريقة لعمل الكريم كراميل روعة وسبق أن أخذت الطريقة منها كتبتها وضاعت ثم طلبتها منها من جديد، وذلك كان قبل عدة سنوات وحين سافرت شغالتي القديمة أخذت معها دفتر الطبخ وبه طريقة عمل الكريم كراميل، لذا اضطررت اضطراراً وأنا (فشلانه) أن أطلب الطريقة للمرة الثالثة لأني نسيتها، أرسلت لي أم سعود رسالة على الواتس آب بها المقادير ومذيلة بسطر كتبت فيه مازحة كعادتها معي (هذي آخر مرة أعطيج المقادير).الشاهد أبو سعود طلب من أم سعود عمل فطور لصديق عزيز عليه، وعملت أم سعود اللازم وهي المعروفة بنفسها في الطبخ وأرسلوا الفطور لصديقهم ومن ضمنه الكريم كراميل الشهير، فأعجبهم وطلب الصديق من بوسعود طلبه، قال له ممكن ترسل زوجتك لزوجتي طريقة عمل الكراميل لأنه عجبني وما كثرت أم سعود الخبر فعملت نسخاً من رسالتي التي فيها المقادير دون أن تمسح السطر الأخير وأرسلتها على الفور!!يقولون الصداقات لا تدوم!! و الذاكرة لا تدوم!! اللهم ثبت عقولنا وذاكرتنا وأدم علينا صداقاتنا فإنها عشرة عمر وأخوان دنيا.ملاحظةللملاقيف الذين سيسألون عن طريقة الكريم كراميلثلاثة أكواب ماء6 ملاعق متروسة حليب بودرعلبتا كريم كراميلعلبة قشطة2 دريم ويب (كريمه مخفوقة)هيل وزعفرانوهذي آخر مرة أعطيج المقادير.

مشاركة :