وسط عالم أطبق الصمم على أذنيه. وحرمت دساتيره أطواق النجاة، تكالب الفناء على قاطنيه وتعاظم، فإما الوأد قبل الولادة! أو الانزواء خلف سواتر الوهم! أو التبدد عكس خط سير الجاذبية الأرضية! هناك حيث كانت تلك الأوطان مهدًا لإرهاصات الابتلاع الصفوي بمعناه الواسع.. كان بينهم من يرسم خارطة طريق معتمة. في مواطن الزوايا الرمادية تلك، حيث لا حياة للحياة نفسها.. وحيث يُلجَم الكبرياء لتُصبح العزلة أمرًا مسلّمًا به، تتشرّب العقول الشتات بين الحقيقة والوهم، وبين المعقول والمستحيل! كيف الخلاص؟. حيث ينعق الموت في الأجواء، وتميل النفوس إلى النفور حتى من طبيعتها.. يُعلن الزمن توقّف نموه، فتتحوّل البقعة إلى عالمِ أشباحٍ يُضخمون ويتضخمون، وينطلقون بشراهة على امتداد الواقع، حتى يدخلون أحشائه، ويبتلعون أخضره ويابسه! كيف الخلاص؟.. وهم هناك.. يفرون بجلودهم عبر مسالك الغدر، كي تتلقفهم المهالك أينما حَلُّوا، فذاب بعضهم وتلاشى، والبعض الآخر منهم بقي حيث هو، حيث لا ربيع ولا مطر.. وحيث تتحاشى الأجساد كل شيء إلا الموت، الذي بات يستوطنها! قانون الابتلاع انطلق تحت مظلة بروتوكولات العمائم السوداء، وفي زوايا دبابير الحوزات، كان لا يعنيهم سُنِّي تلك الأوطان من شِيْعِيها، هم.. ليسوا مخلوقين لعبادة الله وحده!؟، بل لِيُمَجَّدُوا!؟، و»من كرّس نفسه للمجد، زاده حصد الرؤوس شراهـةً». كيف الخلاص؟ حين يمر التاريخ مطأطئَا رأسه عبر أوطان اختلطت فوق أرضها كل الأوراق، واختنق صوت الرجاء بين الخوف واليأس، ولم يعلق في أخيلة الذكرى سوى صور منافذ عبور ضيقة، وأناس يفرون إليها فرادى وجماعات، فيُقتادون منها قسرًا إلى عرين الأسد. حيث هم هناك وفي خضم كل تلك المحذورات المعقّدة أضحى طعم الحياة علقمًا، ولم يبقَ إلا حقيقة أنه لا صوت يعلو فوق براميل الإبادة، ولا بقاء إلا للفناء.. وعبث ماجن عربيد لا يطفئ ضمؤه إلا سفك الدماء، والأهم من كل تلك الحقائق.. أنه بات سيّان بين الحياة والموت. مرصد.. كيف ينسون.. أم تراهم بحاجة إلى مسحة سحرية تنظف ما علق من أدران في ذاكرة الزمن؟!. Ksa.watan@yahoo.com
مشاركة :