العالم يسعى لاستعادة روحية 1945 في مكافحة «كوفيد - 19»

  • 5/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا العديد من قادة العالم، إلى استعادة روحية الانتصار الذي تحقق في العام 1945 في مكافحة جائحة كورونا المستجد في ذكرى إحياء نهاية الحرب العالمية الثانية في الثامن من مايو، في حين أكد الرئيس فلاديمير بوتين، أن روسيا «لا تقهر» حين تكون موحدة، في مراسم جاءت بلا احتفالات أو عرض عسكري هذه السنة في ظل الحجر المنزلي المفروض لمكافحة وباء «كوفيد - 19».وقال بوتين: «نعلم ولدينا إيمان ثابت بأننا لا نقهر حين نكون موحدين»، في كلمة تلفزيونية مقتضبة ألقاها أمام شعلة الجندي المجهول قرب الكرملين في اليوم «المقدس» الذي يحيي فيه الشعب الروسي ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية.ولم تتضمن الكلمة أي إشارة مباشرة إلى الوباء الذي أرغم بوتين على التخلي عن تنظيم العرض العسكري الضخم الذي كان يفترض أن يجري أمس، أمام حشد من القادة الأجانب لإظهار قوة روسيا المستعادة.ووعد مرة جديدة بالاحتفال «بالشكل المناسب» بهذه المناسبة في وقت لاحق.وكرّم بوتين ذكرى الضحايا السوفيات الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية وعددهم نحو 27 مليوناً، وأشاد بقدامى المقاتلين فيها. وقال «إنهم أنقذوا الوطن وحياة الأجيال الصاعدة، حرروا أوروبا ودافعوا عن العالم». وبعد كلمته القصيرة، انحنى أمام شعلة الجندي المجهول عند أسفل جدران الكرملين الحمراء ووضع إكليلا من الورود الحمراء. ووقف من حول بوتين جنود ببزاتهم الاحتفالية على مسافة من الرئيس الذي يلزم منذ أسابيع مقره بضاحية موسكو.ومن العرض العسكري التقليدي في «يوم النصر» في التاسع من مايو، لم يتم الإبقاء سوى على العرض الجوي. وحلقت عشرات المقاتلات وطائرات الاستطلاع والتموين والمروحيات فوق موسكو. ورسم سرب من الطائرات فوق الساحة الحمراء العلم الروسي بدخان أبيض وأزرق وأحمر.ويشكل التاسع من مايو بعرض الأسلحة الضخم الذي يجري خلاله، رمزا للسياسة الخارجية الهجومية للرئيس الروسي الذي قاد في السنوات الأخيرة عودة بلاده إلى الساحة الدولية. ولم يمنع إلغاء العرض العسكري في روسيا حلفاء لها من الإبقاء على الحدث. فقرر رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو الذي يدين باستمرار «رهاب كورونا» الإبقاء على العرض. وأمام حشد من المشاهدين، مر نحو أربعة آلاف جندي وعشرات الآليات العسكرية.ونظمت تركمانستان التي لم يطلها الوباء هذا العرض للمرة الأولى أيضاً.من ناحيته، قال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستنتصر على الجائحة، قبل إحياء الذكرى عند النصب التذكاري قرب البيت الأبيض.ونقل بيان للرئاسة عن ترامب: «اليوم، وإذ نتأمل في الذكرى الخامسة السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا، نتذكّر أن ما من تحد يمكن أن يغلب العزيمة التي تتحلى بها الروحية الأميركية».وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، وفي تسجيل اتخذ بعداً قومياً مماثلاً، قارن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بين الماضي والحاضر، وكتب مخاطباً المحاربين القدامى، أنه «في هذه الذكرى، نخوض معركة جديدة ضد فيروس كورونا المستجد الذي يتطلب بذل جهود وطنية بتلك الروحية التي جسدتموها قبل 75 عاماً».وحيت الملكة إليزابيث الثانية من ماتوا في الحرب، وقالت منتهزة هذه الفرصة، إنها فخورة بالطريقة التي يتصدى بها البريطانيون لجائحة فيروس كورونا.وقالت الملكة (94 عاماً) في رسالة تلفزيونية، إن الذين قاتلوا خلال الحرب مع ألمانيا النازية لهم أن يفخروا بالطريقة التي يواجه بها أحفادهم «كوفيد - 19» والعزل العام المفروض عليهم للحد من انتشار المرض.وأكدت»: «لا تستسلموا أبداً... لا تيأسوا أبدا. هذه هي رسالة عيد نصر أوروبا».وحلق سرب من سلاح الجو البريطاني فوق العاصمة في طلعة استعراضية فيما التزمت قنوات التلفزيون بدقيقة صمت.وفي ألمانيا، أكد الرئيس فرانك فالتر شتاينماير أن «علينا ألا نقبل بأن يتبدد أمام أعيننا نظام السلم» الذي أقيم منذ 1945، «نريد تعاوناً أكبر وليس أقل في العالم بما في ذلك لمكافحة الوباء». وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة أنجيلا ميركل خلال اتصال هاتفي، الجمعة، وفق الرئاسة الفرنسية، على الصداقة التي تجمع بين البلدين و«على الحاجة الملحة أكثر من أي وقت مضى للالتزام الأوروبي».واتصل ماكرون منذ الخميس ببوتين، ليحيي «الصداقة والامتنان» بين البلدين. وكان الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 270 ألف شخص في كل أنحاء العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، حاضراً في كل مكان خلال احتفالات 8 مايو، التي اختصرت إلى الحد الأدنى.في فرنسا، ترأس ماكرون احتفالًا مقتضباً في باريس في «ساحة ليتوال» التي خلت تقريباً من الحضور. ووضع إكليلاً من الزهور أمام تمثال الجنرال ديغول على وقع الموسيقى العسكرية، واجتاز شارع الشانزليزيه في موكب صغير.لكن احتفالات ألمانيا جذبت الانتباه، إذ لا يحتفل هذا البلد أو قلما يفعل بذكرى استسلام ألمانيا النازية للحلفاء.هذه المرة قررت بلدية برلين إعلانه يوم عطلة في مبادرة اقتصرت على العاصمة ولسنة 2020 فقط.ووضع شتاينماير وميركل إكليلي زهر على نصب ضحايا الحرب والهولوكوست (محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية) التي قتل خلالها ستة ملايين يهودي.ودعا الرئيس الألماني، مواطنيه إلى اعتبار 8 مايو «يوم امتنان» وليس يوم مرارة للهزيمة والمعاناة التي لحقت بهم من جراء قصف الحلفاء وطرد السكان الألمان من مناطق أوروبية أو فقدان أراض. في عام 1985، لمناسبة الذكرى الأربعين لانتهاء الحرب، تحدث الرئيس الالماني حينها ريتشارد فون ويساكر للمرة الأولى عن «يوم التحرير».وباستخدام كلمة «الامتنان» هذه المرة، تتخذ ألمانيا خطوة أخرى في وقت يشكك فيه أقصى اليمين بثقافة التندم الألمانية عن الجرائم النازية. كما دعا رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي إلى جانب رؤساء المؤسسات الأوروبية الثلاث، إلى التضامن للخروج «أقوى» من ازمة فيروس كورونا المستجد في شريط نشر أمس، على «تويتر» لمناسبة يوم أوروبا.وهذه مبادرة غير مسبوقة في حين أن الاحتفالات بهذا اليوم محدودة بسبب إجراءات العزل الصحية، ويظهر الشريط وهو من أقل من ست دقائق جميع القادة موجهين رسالة كلها تفاؤل.وقالت ميركل: «هدفنا هو أن تخرج أوروبا أقوى من فيروس كورونا وأزمة كوفيد - 19».من جهته، أعلن ماكرون ان «التجرؤ على تجديد الابتكار والاتحاد والتأمل والعمل من أجل المستقبل. هذه هي الروح الأوروبية التي ما زلنا بحاجة إليها اليوم».ودعا رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي «الحكومات والمؤسسات إلى التحلي بالشجاعة والطموح». وأكد «أنه السبيل الوحيد لاستعادة ثقة مواطنينا». وعادة تفتح لمناسبة يوم أوروبا في التاسع من مايو، المؤسسات الأوروبية أمام الجمهور.

مشاركة :