تقول الأسطورة إن نيوتن (1643 - 1727) كان جالسا مسترخيا عندما رأى التفاحة وهي تسقط على الأرض ما دفعه للتساؤل عن السبب وراء ذلك، ومن هنا ولدت فكرة الجاذبية العبقرية الرائدة. ولكن من المستحيل إلى حد ما أن يحدث هذا في ظل الحياة العصرية التي تتسم بالعمل المجهد. ويعد العبقري البريطاني بمثابة نموذجا استرشاديا للخبير الاقتصادي الألماني نوربرت رولدر في تحليله لعالم العمل في الوقت الحاضر حيث نشر مؤخرا مقالا بعنوان "وقت فراغ للمدراء" وهو يدافع عن أوقات الفراغ بلا هدف. استعاد رولدر في الحقيقة مفهوم وقت الفراغ المفيد. ويرى أن "أخذ الأمور ببساطة" تمثل نقطة رئيسية لمواجهة التوتر الذي يعتبر آفة العصر الحديث. نشرت مؤسسة بيرتلسمان الألمانية التي غالبا ما تطرح الافتراضات الشائعة للتفكير، دراسة في مارس خلصت إلى أن ربع الموظفين العاملين بدوام كامل الذين استطلعت آراؤهم يعملون بمعدل عال للغاية حيث قال ما نسبته 18 بالمئة إنهم يعملون بأقصى طاقتهم وقال ما نسبته 23 بالمئة إنهم لا يحصلون على عطلات. ويرى رولدر أن وقت الفراغ الصحيح هو الوقت الذي تكون أنت سيده والذي ليس له أي غرض لاحق. وقد يبدو ذلك مسألة سهلة ولكنها في الحقيقة ليست كذلك. وتنصح إيريس هوت رئيسة رابطة (دي جي بي بي إن) للأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين بتحديد أوقات ثابتة خلال الأسبوع وفي نهايته للابتعاد عن الجو المتوتر. وأضافت أن "الأمر يتمحور حول الاستمتاع بوقت الفراغ بدون تأنيب ضمير، ببساطة للاسترخاء لفترة بالجلوس مثلا في مكان مفتوح والسماح للطبيعة بأن تترك اثرها عليك". وهو الأمر الذي ربما كان ليروق لنيوتن.
مشاركة :