في تقرير نشرته صحيفة الاقتصادية عن صحيفة الفاينانشال تايمز بعنوان (وداعاً.. الجائحة تسدل الستار على زمن المكاتب) أشار التقرير إلى أن إجراءات التباعد الاجتماعي الذي فرضته جائحة كورونا ساهمت في إغلاق الكثير من الاقتصاديات مما جعل كثير من العاملين في معظم أنحاء العالم بعيدين عن مكاتبهم لعدة أشهر وأكد أن مستقبل العودة لتلك المكاتب غير مضمون وقد لا يكون كما كان قبل وقوع الجائحة.لاشك أن معظم الشركات ستلجأ إلى خفض المصاريف وخصوصاً مصاريف الموظفين والمكاتب الإدارية وقد يلجأ كثير منها للعمل عن بعد، بعد أن تأقلم الكثير عليها خلال الفترة الماضية، ويقول أحد المختصين: إن فكرة وضع سبعة آلاف شخص في مبنى واحد قد تكون شيئاً من الماضي فيما أكد أحد مديري شركة بي دي أو للمحاسبة في أمريكا «خلال ستة أسابيع حولنا جميع المكاتب الخلفية للشركات الأمريكية ونقلناها إلى المطابخ وغرف المعيشة في منازل العاملين، ولقد كانت العملية في منتهى السلاسة، اعتاد الناس على ذلك وأصبح من الطبيعي مشاهدة طفل أو كلب يتجول في مكالمات الفيديو ضمن الشركات»، ويقول مدير شركة أخرى: إنه كان على اتصال مع 20 ألف موظف في الأسابيع الستة الماضية أكثر مما فعل في الأشهر الستة الماضية وذلك بفضل التكنولوجيا التي يتم استخدامها.للعمل عن بعد إيجابيات وسلبيات فهو يساهم في توفير المال للمالك كإيجار المكاتب ومستلزمات الصيانة والمرافق العامة والطباعة والمواصلات والسفر ورحلات العمل ورعاية الأطفال (للإناث)، وفيه مرونة للموظفين وقد تكون الإنتاجية فيه أعلى خصوصًا وإنه يحقق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، في حين ينتقد البعض هذا المنهج بأنه لا يتوفر فيه الانضباط وقد يساهم في خفض الإنتاجية وقلتها مما قد ينعكس على أداء المنظومة ويضعف روح التنافس بين الموظفين كما يقلل الحوافز ومصادر التعلم ويخلط بين الحياة الشخصية والعملية ولا يفرق بينهما في الزمن ويجعل الفرد بعيد عن محيط العمل فيشعر بالوحدة وعدم القدرة على التركيز والإنضباط.سيكون العمل عن بعد أحد التوجهات الرئيسة للشركات خلال المرحلة المقبلة خصوصًا أماكن العمل الإدارية أو المالية والتي لا تتطلب مقابلة الجمهور أو منافذ بيع أو صيانة أو تخزين، والموافقة أو رفض هذا التوجه يجب ألا يأتي دون دراسة واضحة من المختصين يتم من خلالها احتساب التكاليف والأسس التي سيتم بموجبها تنفيذ هذا التوجه وهل سيشمل كل الوظائف أم وظائف محددة؟ ثم يتم تقييم نتائج تلك الدراسة واختيار الأشخاص المناسبين لذلك العمل وأنظمة الاتصالات والمعدات المناسبة لها والتدريب عليها ووضعها في عقود رسمية للعاملين عن بعد والبدء في توديع المكاتب.