تتألف القدم من تركيب معقد، يتكون من العظام والأربطة والأوتار والعضلات، ويمكن أن تنهك أي من هذه الأعضاء أو تصاب بخلل، ما ينعكس على حركة القدم، ونشاط الشخص المصاب بصفة عامة. ويعاني قطاع واسع، الإصابة بتقلص أي عضلة من عضلات الجسم، والذي يحدث بصورة مفاجئة، ويترتب عليه الشعور بالألم. تعرف هذه الحالة بتشنج العضلات، وتكثر الإصابة بها في عضلات الساقين، وتزداد أعراضها في المساء وخلال النوم، وبعد بذل مجهود كبير خلال اليوم، أو ممارسة بعض التمارين والألعاب المتنوعة.ويترتب على ذلك إزعاج المصاب، وفي حال استمر التشنج فإنه يفقد القدرة على النوم، ومن الممكن أن يستيقظ بسبب الآلام التي لا يستطيع تحملها، ويحدث تشنج القدم في الأغلب بشكل مفاجئ، ويستمر في حدود 3 دقائق، مسبباً ألماً حاداً وشديداً.ونتناول في هذا الموضوع مشكلة تشنج القدم بكل تفاصيلها، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها المميزة لها عن بقية الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية التي ينصح بها الباحثون، وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. وزن الجسم تعتبر القدم والأصابع أكثر مناطق الجسم عرضة للإصابة بالتشنجات والتقلصات، وذلك لأنها تحمل وزن الجسم طوال اليوم.وتتعدد أسباب الإصابة بهذه الحالة، فمن الممكن أن يكون بسبب الوقوف فترات طويلة أو الحركة السريعة، أو نتيجة التقدم في العمر، أو بسبب الإصابة ببعض الأمراض.ويعد تشنج القدم حالة عرضية وليست مرضاً في حد ذاته، وتتوقف الآلام التي يشعر بها المصاب بمجرد حصوله على العلاج في المنزل. ويمكن أن يحتاج بعض المصابين إلى عدد من الإجراءات الإضافية، وذلك لو عانوا مشكلات متكررة مع تشنجات القدم. طريقة النوم تتعدد الأسباب وراء الإصابة بتشنج القدم، وتختلف من شخص لآخر، ويمكن أن نقسمها إلى ممارسات حياتية، وأمراض عضوية وبعض الأدوية وأسباب أخرى.وتشمل الممارسات اليومية والتي تعد من أكبر الأسباب وراء هذه الحالة طريقة النوم، لأن بعض الوضعيات غير الصحية يمكن أن تؤدي إلى تشنج القدم.وتتسبب بعض التمارين الرياضية بهذه الحالة، فاستخدام جزء معين من عضلات القدم مدة طويلة أثناء أداء التمارين ربما كان السبب وراء التشنج، وبخاصة بعد الانتهاء من التمارين.ويؤدي كذلك عدم أداء تمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة إلى هذه الإصابة، وأيضاً القيام بأنشطة ذات مجهود بدني كبير في الأجواء الحارة. ويمكن أن ترجع الإصابة بهذه الحالة إلى الثبات على وضعية غير سليمة، مثل الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة. أمراض أخرى ترجع الإصابة بتشنج القدمين إلى وجود أمراض أخرى، ومن ذلك أمراض الكلى، وبالذات الفشل الكلوي المزمن.وتشمل الأسباب المرضية أيضاً الإسهال وتشمع الكبد، وخمول الغدة الدرقية، والإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.ويؤدي إلى تشنج القدمين أيضاً الإصابة باعتلال الأعصاب الحركية، واعتلال الشرايين الطرفية، وداء الساركويد وداء أديسون، والشلل الرعاش والقدم المسطحة، وكذلك إصابات أو أمراض العمود الفقري عموماً.ويمكن أن يصاب بهذه الحالة من يقومون بجراحة المجازة المعدية، وعند التسمم بالرصاص، وفي حالات ضعف تروية الدم في القدمين.ويتسبب الجفاف بإصابة القدم بالتشنج، لأن العضلات تتأثر نتيجة قلة التروية، ولذلك يلاحظ بوضوح على الأشخاص الذين لا يشربون كمية سوائل كافية، وبخاصة في الأجواء الحارة؛ حيث يصبحون عرضة بشكل أكبر لهذه الحالة. أملاح الجسم يؤدي اختلال توازن أملاح الجسم إلى حدوث مشكلة تشنج القدم، ففي حالة وجود خلل في كميات الصوديوم بالجسم، وهو من العناصر المهمة للفعاليات الحيوية في الخلايا العضلية، وبالتالي فإن انخفاض نسبته يتسبب بالإصابة بالتشنجات العضلية، وهو ما يعانيه بعض الرياضيين نتيجة كثرة التعرق.ويتسبب بالتشنج كذلك نقص معدن الكالسيوم، لأن له دوراً مهماً في تسهيل عمل العضلات، وبسبب نقصه تصاب بتقلصات لاإرادية، وربما وصل الأمر إلى تشنجها.ويمكن أن يكون سبب تشنج القدم تناول المصاب لأنواع معينة من الأدوية، وتصبح الحالة أثراً جانبياً لهذا العلاج.وتشمل قائمة هذه الأدوية مدرات البول وأدوية علاج ضغط الدم، وعقاقير علاج ارتفاع الكوليسترول وعلاج الربو وعلاج ألزهايمر، وأيضاً أدوية علاج الشلل الرعاش والوهن العضلي الوبيل وعلاج هشاشة العظام.ويعاني هذه الحالة البعض بسبب نوعية الحذاء الذي يرتديه، كأن يكون ضيقاً أو ذو كعب عال، وربما أصيبت القدم بالتشنج بسبب التعرض للبرد الشديد.ويحدث تشنج القدم بالنسبة للمرأة أثناء فترات الحمل، وفي الأغلب يكون في الشهر الثالث أو الرابع، وربما حدث في أي وقت آخر خلال مدة الحمل. حدد السبب يبدأ علاج مشكلة تشنج القدم بتحديد السبب وراء هذه الحالة، وتساعد بعض الإرشادات الطبية في التخفيف من حدة الشعور بالألم.ويمكن إذا كان الألم محتملاً وضع قطعة من القماش المبلل بالماء على المكان المصاب بالتشنج، ولو كان الألم شديداً فيفضل تليين العضلات بعمل حمام ساخن.ويصف الطبيب في الحالات الشديدة بعض الأدوية، والتي تشتمل على مسكنات قوية، على الرغم من أن كثيراً من هذه الأدوية ليس فعالاً بشكل كبير.ويساعد على إيقاف تشنج القدم تمديد العضلة، وذلك لمدة لا تقل عن دقيقة حتى يبدأ التشنج في الارتياح، أو حتى تقل نوبة الانقباضات المتكررة.ويفيد أيضاً تمديد قوسي القدم بشد أصابعهما خلال الجلوس، مع سحبهما لأعلى حتى يشعر المصاب بأن قوس القدم تمدد، مع الإبقاء على هذه الوضعية على الأقل 30 ثانية، ويعاود الكرة إذا عاد التشنج. الحالة الصحية يجب مراجعة الطبيب من أجل تقييم الحالة الصحية للشخص المصاب، وذلك لو كان السبب وراء هذا التشنج أحد الأمراض، مع اتباع إرشادات الطبيب.وتتضمن الإرشادات متابعة دورية مع إجراء اختبارات وتعديلاً للأدوية التي يتناولها المصاب، وبصفة عامة فإن تعديل الجرعات يكون من خلال الطبيب، والذي يقرر وصف دواء بديل لا يؤدي إلى هذه المشكلة.وينصح بإيقاف أي نشاط بدني يمكن أن يكون سبباً في التقلص أو التشنج، وكذلك التمارين والحركات التي تسبب ضغطاً إضافياً على القدمين.ويساعد تغيير وضعية الجسم في تجاوز هذه الحالة؛ بحيث يخفف من وزنه على القدم المصابة، وذلك بأسرع وقت عند الشعور ببداية التشنج، كما أن التجول قليلاً يكون مفيداً؛ حيث يمنع المشي حدوث التشنج مجدداً.وينبغي تجنب ارتداء الأحذية غير المناسبة، كالضيقة أو ذات الكعب العالي، وفي حالة الاضطرار إلى ذلك فيحبذ خلعها فترات أثناء اليوم. نظام غذائي يوصي الأطباء بتدليك القدم والعضلة المتسببة باستخدام الإبهمين، مع قليل من الحزم والشدة حتى تقل حدة الألم، ويستمر التدليك حتى ترتخي العضلة. وتساعد الحرارة على علاج العضلة المتشنجة، ومن الممكن استخدام وسادة حرارية أو كمادة قابلة للعصر، وتسكن هذه الحرارة توتر العضلات.ويمكن استخدام الثلج للتخفيف من التهاب العضلات وألمها، وذلك إذا استمر الألم عقب اختفاء التشنج.ويعد الغذاء المتوازن أحد سبل علاج تشنج العضلات، لأن العناصر الغذائية جزء مهم يمنح الجسم والعضلات ما تحتاج إليه من ضروريات الحركة وانبساط العضلات، حتى تؤدي وظائفها بصورة جيدة، وبالتالي تقل المشكلة كالتشنج.وينبغي أن يشتمل النظام الغذائي على مكملات الكالسيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم، لأن توفرها يقلل من التشنجات العضلية، إضافة إلى تحسين عمل الخلايا العضلية.وتتوفر هذه العناصر في العديد من الأطعمة، ومنها الموز والخضراوات الطازجة والمكسرات والبقوليات.وينصح بشرب السوائل يومياً بكميات كافية، والتي تشمل الألبان منزوعة الدسم، وعصائر الفواكه والخضراوات والحساء. إجراءات مفيدة تشير دراسة حديثة إلى إمكانية تجنب الإصابة بمشكلة تشنج القدم، وذلك من خلال اتباع بعض الإجراءات التي تساعد على تجنب تكرار الإصابة بهذه الحالة، ومنها الاستمرار في ممارسة تمارين العضلات وعلى رأسها السباحة، لأنها تتعامل بصورة رائعة مع آلام القدم والتشنجات من غير أن تحمل أوزان على القدم.وينصح الباحثون كذلك بتحسين مستوى اللياقة، مع تقييم التمارين التي يمارسها الشخص، حتى لا تساهم في تعرض القدم للتشنج.ويوصي بعض الأطباء بالسير حافياً على الرمل، حيث يساعد هذا الأمر على تقوية الأصابع مع العضلات الداخلية الصغيرة للقدم والكاحل، كما أنه يوفر تدليكاً لطيفاً للقدم.وتكشف الدراسة أن حوالي 75% من الرياضيين يصابون بمشكلة تشنج القدم، نتيجة المجهود الكبير الواقع على القدم، وينصحون بعمل تمارين الإحماء قبل أي رياضة تحتاج لمجهود كبير، وتعتمد على القدمين بشكل خاص.
مشاركة :