(ذكريات رمضانية من الزمن الجميل)

  • 5/10/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

(ذكريات رمضانية من الزمن الجميل) بقلم… الشاعر حمد آل يوسف العبدلي الشريف… الهاجس في أيام رمضان في الزمن الجميل كان الكل ينتظره بجماله وروحانيته.. . لكننا كنا الأطفال ننتظره لجمال مافيه وتفاصيله.. كنا صغاراً وبما اننا فيه قرية العبادلة بادية وليست مدينه فكان لرمضان طابع خاص… في هذا الشهر الكريم يتم شراء جرّه جديدة لتهييلها ووضع الماء فيها وتوضع في ظل وأحيانا يضعون عليها خيشة شمل يتم تبليلها بالماء تحتفظ بالبرودة.. وشراء التمر وتوزيعه على كل من حولنا… ويبدأ الناس يذبحون الذبائح اما صدقات او هدايا ويتم وضعها على شكل أقسام (انصاد) اي مايعادل الربع كيلوا تقريبا ثم توضع في طفي (وهو نوع من سعف الموابر التي بالوادي) طبعاً لعدم وجود أكياس لحفظها ويتم توزيعها على كل أفراد السكان المجاورين.. وكانت مهمتنا نحن الصغار هي توزيع اللحم والتمرعلى البيوت فكانت تعلوا الوجوه اسارير الفرحه حينما يتم عطائهم بكل كرامه دون طلب بل كأنه حق مشروع للجميع فالكل يأتيه نصيبه للبيت…. ثم من ذلك الاستعداد للحليب من البقر او الإبل او الغنم وتجهيزها لليوم الثاني لتصبح (قطيبة) زبادي يتم اضافة البهارات والثوم عليها… والفالوده (المهلبية) وكانت تصنع بعدة طرق وكان اجودها عندي التي بالقرفه التي يتم تبريدها على اي شئ مرتفع عن سطح الارض…. وتبادل موائد الإفطار بين الجيران فاذكر كنا متقاربين في المنازل قرابة ال5بيوت وكل بيت يرسل ممالديه للبيوت الأخرى يسمونها (ذواقه) ليتذوق كل جار مع جارة ماصنع في بيته.. صورة خلدها الزمن في ذاكرتي لن تنسى من المحبه والتلاحم والإخاء برغم الشح المادي في ذلك الزمن الا ان روح التآلف موجودة بكامل وأجمل صورها.. والانتظار لسماع صوت المؤذن.. وكان الشيخ حسين بن علي محرق العبدلي رحمه الله تعالى صاحب الصوت الشجي الصداح، دون مايكروفون. وكنا نسمعه الا اذا كان هناك موسم الغبرة وماادراك ماالغبرة التي تضع لمساتها من التراب على كل لقمة تصنع الا مارحم الله، ويتم تحري صوت المدفع ليتم الجلوس إلى مائدة الإفطار من كل ماوجد… ولايخلوا من الخمير، والدقيق، والسمك، وايدامات الخضار، والزبادي محلية الصنع والحلبه مخلية الصنع على المطحنة، وكل مايمكن صنعه وإيجاده… والقهوة كانت رئيسية على الإفطار للوالد رحمة الله عليه وجميع المسلمين… بعدها أداء صلاة المغرب والعشاء والتراويح وكان المسجد يبعد عنا قرابة الكيلوا متر فيقصده من كل أبناء القرية… وبعدها تبدأ سمرات الليالي الرمضانية الجميلة مع الاهل والجيران… ايام جميلة مضت لها خاصيتها وجمالها وطعمها…. رحم الله والدي ومن معنا في تلك الأيام الجميلة وغفر لهم واسكنهم فسيح جناته.. تلك هي كانت ليالينا الرمضانية بكل تفاصيلها،،،

مشاركة :