أعربت روسيا، أمس الأحد، عن غضبها، إزاء محاولات واشنطن «تشويه» دور الاتحاد السوفييتي في هزيمة ألمانيا النازية في عام 1945، وحصر النصر فيها على أمريكا وبريطانيا، وقالت إنها ترغب في عقد «حوار جدي» حول الموضوع مع المسؤولين الأمريكيين. في وقت هاجم فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ممولي الإرهاب في شمالي القوقاز قبل عقدين، واتهمهم بمحاولة «تفكيك البلاد» وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «نحن غاضبون بشدة من محاولات تشويه نتائج المساهمة الحاسمة لبلدنا»، في إشارة إلى بيان نشره البيت الأبيض على موقع «فيسبوك» ذكر فيه الولايات المتحدة وبريطانيا باعتبارهما من انتصر على النازيين. وأضافت الخارجية الروسية، أن «المسؤولين الأمريكيين لا يمتلكون الشجاعة، ولا الإرادة لإجلال الدور الذي لا يمكن إنكاره والحصيلة الضخمة للقتلى التي لحقت بالجيش الأحمر والشعب السوفييتي باسم البشرية جمعاء». وتابعت: «يتناقض هذا الموقف بشكل واضح للأسف مع الإعلان المشترك الذي تبناه في 25 إبريل/نيسان الماضي الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، بمناسبة ذكرى اللقاء التاريخي للعسكريين السوفييت والأمريكيين على نهر إلبه عام 1945. وترتكز هذه الوثيقة على الجهود المشتركة لبلدينا في مكافحة العدو المشترك». ووصفت موسكو البيان الأمريكي، بأنه «تافه للغاية». وحثت واشنطن على عدم جعل ذكرى عام 1945 «مشكلة جديدة للعلاقات الثنائية التي تمر بالفعل بوقت صعب». ويعد تاريخ الحرب العالمية الثانية، حساس للغاية في روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي التي تسعى إلى إعادة هيبتها وسلطتها في عهد الرئيس بوتين. وخسر الاتحاد السوفييتي نحو 27 مليون قتيل خلال الحرب. وتتهم موسكو أيضاً أوروبا الغربية وبولندا وأوكرانيا بتقزيم دورها في الصراع. وأمس الأول السبت، احتفلت روسيا بالذكرى الخامسة والسبعين لنهاية الحرب في أوروبا بطريقة أكثر تواضعاً من المعتاد، بسبب وباء كورونا، ما أدى إلى إلغاء العرض العسكري الكبير المعتاد والذي يجذب آلاف الناس. من ناحية أخرى، قال الرئيس بوتين: إن الذين مولوا الإرهاب في شمالي القوقاز الروسي قبل 20 عاماً، أرادوا تفكيك روسيا من الداخل، وكانت الفرصة متاحة لتنفيذ خططهم. (وكالات)
مشاركة :