التمر من أهم الأغذية التي لا تخلو منها مائدة شهر رمضان، لما فيه من التزام بالسنة النبوية الشريفة، بالإفطار على بضع تمرات، وكذلك لقيمته الغذائية العالية التي تعوض الجسم عما فقده من سعرات حرارية، وطاقة فقدها الجسم خلال ساعات الصيام، فضلاً عن كثير من المنافع الصحية والغذائية، التي جعلت من التمر موسوعة غذائية وطبية متكاملة، بحسب د. نانسي دقدوق، اختصاصية التغذية بأحد المراكز الطبية في أبوظبي. سكريات طبيعية تقول د. نانسي دقدوق: إن التمر بمثابة موسوعة غذائية وطبية متكاملة، سخرها الله لنا لنتأمل فوائدها العجيبة، وهناك علاقة مؤكدة بين التمر والشفاء من أمراض معينة والحماية من أمراض أخرى، وجميعنا يعلم أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يتناول التمر في جميع أوقات السنة، وليس فقط في رمضان، ويعتبر التمر من أكثر المواد التي لها أهمية بالنسبة لسكان المنطقة العربية، حتى إن البعض أسماه «خبز الصحراء»، ويحتوي التمر على نسبة عالية من السكريات الطبيعية التي يحتاج إليها الجسم بعد الصيام، كما أن هذه الفاكهة نالت اهتمام الحضارات القديمة من أكثر من 5000 سنة، بحسب كثير من الشواهد العلمية والمكتشفات التاريخية. ألياف ومعادن وتلفت دقدوق إلى وجود أنواع متعددة من التمر التي تعطينا أنواعاً عدة من السكريات سريعة الامتصاص في الدم، مثل الجلوكوز والفركتوز، بما يسهم في سرعة تعادل نسبة السكر بالدم، وبالتالي تعطينا الطاقة والنشاط، ولذلك ينبغي أن نفطر على 3 تمرات صغار أو متوسطي الحجم بعد سماع آذان المغرب، أما إذا كان التمر من نوع المجدول (وهو نوع كبير الحجم)، فنكتفي بحبة واحدة فقط، كما أن التمر غني بالألياف، التي تلعب دوراً كبيراً في التغلب على الإمساك الذي يعانيه الكثيرون خلال شهر رمضان، من خلال قدرة الألياف على تنظيم حركة الأمعاء، وبالتالي منع الإمساك، ويحتوي التمر أيضاً على فيتامينات متنوعة مثل A وB وC، بالإضافة إلى المعادن، مثل المغنسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والحديد. مذاق طيب وتنصح دقدوق الأمهات والطهاة بالاعتماد على التمر في عمل الحلويات، فبدلاً من إضافة السكر لكل الأطباق التي نقوم بإعدادها، يمكن إضافة قطع من التمر أو معجون التمر؛ لأنه يعطينا طعماً أحلى نستغني به عن السكر، ويمنح الحلويات مذاقاً طيباً ولذيذاً بعيداً عن السكر وأضراره التي يعرفها الجميع، ولا يغيب عن الأذهان أن التمر يقوم على تخفيض مستوى الكوليسترول الضار بالجسم، ويقوم برفع مستوى الكوليسترول الجيد، ما يسهم في حمايتنا جميعاً من أمراض القلب. وتشير اختصاصية التغذية دقدوق إلى أن التمر المجفف يحتوي على نسبة عالية من الألياف قياساً إلى الرطب، وينصح بتناوله في وجبة السحور؛ لأنه يحافظ على نسبة معدل سكر الدم الثابت لليوم الثاني، فيعطينا طاقة خلال ساعات الصيام في النهار، أما بالنسبة للرطب فتكون نسبة السكريات به عالية جداً، وامتصاصها سريع فيعدل نسبة السكر في الدم فوراً حتى يعطينا طاقة؛ ولذلك يفضل أن يتناول الرطب على الإفطار والتمر على السحور، ولا مانع من إضافة أنواع من المكسرات إلى التمر مثل اللوز والجوز، وهي غنية بالدهون الصحية المفيدة للجسم، وبهذا المزيج البسيط نحافظ على نسبة معدل السكر في الدم الثابت، لفترة زمنية طويلة خلال ساعات الصيام.
مشاركة :