إيران تتنازل عن شروط تفاوضها مع الأميركيين بعرض تبادل سجناء

  • 5/11/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت طهران الأحد ليونة غير متوقعة في التعامل مع ملف السجناء الأميركيين المحتجزين لديها حيث أبدت استعدادها لتسليمهم لبلادهم دون شروط مسبقة وهو ما رأى فيه مراقبون محاولة من إيران لتحقيق اختراق في العلاقات مع الولايات المتحدة المتوترة لاسيما بعد أن ضيقت عليها واشنطن الخناق اقتصاديا. بعد تهديد ووعيد دام لسنوات أعلنت إيران الأحد استعدادها لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة في ما بدا مؤشرا على تنازل طهران على شروطها التي تضعها من أجل التفاوض مع عدوها اللدود. ورجح مراقبون أن هذا التنازل غير المتوقع يأتي بعد الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على إيران. ولكن هؤلاء لا يستبعدون أن يكون هذا التنازل مناورة جديدة من إيران تستهدف إرباك الموقف الأميركي وجهود واشنطن في ردع طهران في الشرق الأوسط حيث تدرك السلطات الإيرانية أن الولايات المتحدة لن تقبل بالعرض وستواصل حملة ضغوطها عليها. والأحد، نقل موقع الحكومة الإيرانية الإلكتروني عن المتحدث باسمها علي ربيعي قوله إن واشنطن لم ترد بعد على دعوة إيران لتبادل السجناء بين البلدين، مؤكدا أن طهران مستعدة لإجراء تبادل كامل للسجناء مع واشنطن دون شروط مسبقة. وإذا مضت عملية التبادل قدما فستكون واحدة من حالات التعاون القليلة جدا في العلاقات الأميركية الإيرانية المتوترة، والتي أصبحت أكثر عدائية أكثر منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه. ونقل موقع الحكومة (دولت.آي.آر) عن ربيعي قوله “أبدينا استعدادنا لمناقشة إطلاق سراح جميع السجناء دون شروط مسبقة، لكن الأمريكيين لم يردوا بعد. يبدو لنا أن الأمريكيين أكثر استعدادا من ذي قبل لإنهاء هذا الوضع”. إذا مضت عملية تبادل السجناء قدما فستكون واحدة من حالات التعاون القليلة في العلاقات الأميركية الإيرانية ودعا البلدان لإطلاق سراح السجناء بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد. وإيران هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء في الشرق الأوسط في حين سجلت الولايات المتحدة أكبر عدد من الوفيات في العالم بسبب كوفيد-19. وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين الأسبوع الماضي إن تبادلا للسجناء بين الدولتين قيد الإعداد. ويعد مايكل وايت، وهو جندي سابق في البحرية الأميركية معتقل في إيران منذ 2018، من المرشحين المحتملين للتبادل. وفي منتصف مارس آذار أفرجت السلطات عنه لأسباب صحية لكنه لا يزال في إيران. وقال ربيعي “واشنطن على علم باستعدادنا ونعتقد أنه ليس هناك حاجة لتوسط دولة ثالثة بين طهران وواشنطن من أجل تبادل السجناء”. وأضاف “لكن اذا وافق الجانب الأميركي فإن قسم المصالح الإيرانية في واشنطن سيبلغ الولايات المتحدة بوجهة نظرنا بشأن التفاصيل بما في ذلك كيف ومتى سيجري التبادل”. وبعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 قطعت طهران وواشنطن العلاقات الدبلوماسية بينهما بعدما سيطر متشددون مدعومون من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي على مقر السفارة الأميركية واحتجزوا 52 أميركيا رهائن لمدة 444 يوما. وتتولى سويسرا رعاية المصالح الأمريكية مع طهران. ونقل عن ربيعي القول “نشعر بقلق على سلامة وصحة الإيرانيين المسجونين في أمريكا… ونحمل أمريكا مسؤولية سلامة الإيرانيين وسط تفشي فايروس كورونا”. وليس من الواضح بالضبط عدد الأميركيين المحتجزين في إيران، لكن من بينهم باقر نامازي وابنه سياماك. ويُحتجز عشرات الإيرانيين في السجون الأميركية كثير منهم بتهمة انتهاك العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران. وفي ديسمبر ذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران مستعدة لتبادل كافة السجناء مع الولايات المتحدة. وقال على تويتر “الكرة في ملعب الولايات المتحدة”. وفي منتصف مارس حث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طهران على إطلاق سراح السجناء الأميركيين كبادرة إنسانية بسبب تفشي المرض في إيران. وفي ديسمبر أفرجت إيران عن المواطن الأميركي شي يو وانج الذي اعتقل لثلاث سنوات لاتهامه بالتجسس مقابل باحث الخلايا الجذعية الإيراني مسعود سليماني الذي اتهم بانتهاك العقوبات المفروضة على طهران. وتوقع مسؤولون أميركيون وإيرانيون الثلاثاء أن تقوم الولايات المتحدة بترحيل الأستاذ الجامعي الإيراني سيروس أصغري بعد تبرئته من تهمة سرقة أسرار تجارية، وذلك بمجرد تلقيه موافقة طبية على المغادرة. وتنامى العداء بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني وفرضه عقوبات على إيران أصابت اقتصادها بالشلل. وردت إيران بتقليص التزاماتها تدريجيا بموجب الاتفاق الموقع في عام 2015. ووصل العداء إلى مستويات غير مسبوقة في أوائل يناير عندما قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة بطائرة مسيرة في بغداد. وردت إيران في التاسع من يناير بإطلاق صواريخ على قاعدتين في العراق تتمركز بهما قوات أميركية.

مشاركة :