طيران الإمارات تبحث عن تمويل لردم فجوة الوباء

  • 5/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دفعت حالة الركود العالمية لحركة السفر الإمارات إلى البحث عن مصادر تمويل من البنوك لتخفيف الأضرار الاقتصادية وردم الفجوة المالية التي خلفها وباء كورونا في ظل توقعات بطول مدة تعافي الطلب إلى أشهر أخرى ما ترتب عنه تأكيد الحكومة على التزامها بدعم القطاع لتجاوز الأزمة. أعلنت طيران الإمارات، إحدى أكبر شركات الرحلات الجوية طويلة المدى في العالم، أنها ستستدين لتجاوز أزمة وباء فايروس كورونا وأنها قد تضطر لاتخاذ تدابير أشد لمواجهة أشهر ستكون الأصعب في تاريخها. وقالت شركة الطيران المملوكة للحكومة، التي أوقفت رحلات الركاب المنتظمة في مارس بسبب جائحة فايروس كورونا التي سحقت الطلب العالمي على السفر، إن تعافي الطلب لن يحدث قبل 18 شهرا على الأقل. وأعلنت الشركة ارتفاع أرباحها للسنة المالية المنتهية في 31 مارس بنسبة 21 في المئة، لكنها قالت إن تفشي الوباء أضر بالأداء في الربع الرابع وإنها ستطرق أبواب البنوك للحصول على قروض خلال الربع الأول لتخفيف تأثير انتشار الفايروس على التدفقات النقدية. ولم تذكر طيران الإمارات، التي حصلت على وعد بتلقي مساعدة مالية من إمارة دبي المالكة لها، كم تتوقع أن تجمع. وقال رئيس مجلس الإدارة الشيخ أحمد بن سعيد في بيان “سيكون لوباء كوفيد – 19 تأثير هائل على أدائنا في 2020-2021”. وأضاف “نواصل اتخاذ تدابير قوية لإدارة التكاليف وخطوات أخرى ضرورية لحماية عملنا مع التخطيط لاستئناف الأنشطة”. ونقلت وكالة رويترز عن رسالة داخلية بالبريد الإلكتروني أُرسلت للعاملين الأحد قول الشيخ أحمد إن “الأشهر المقبلة ستكون الأصعب في تاريخ شركة الطيران الذي يرجع إلى 35 عاما مضت”. ويقول في الرسالة “في مرحلة ما، إذا لم يتحسن وضعنا، سنضطر لاتخاذ إجراءات أصعب”. ولم ترد طيران الإمارات بعد على طلب بالبريد الإلكتروني للحصول على تعليق على الرسالة الداخلية. وقالت مجموعة الإمارات، التي تضم في أصولها طيران الإمارات، إنها لن تدفع توزيعات أرباح سنوية لصندوق حكومة دبي المساهم فيها. وأوضحت أن أصولها النقدية تبلغ 25.6 مليار درهم (حوالي سبعة مليارات دولار). وقال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تقرير المجموعة السنوي الصادر الأحد إنه “واثق من أن طيران الإمارات ستخرج من الأزمة قوية وشركة عالمية رائدة في الملاحة الجوية”. وكانت دبي قد قالت في مارس إنها ستضخ تمويلا في شركة الطيران. وقالت طيران الإمارات في التقرير السنوي إن دبي ستدعمها ماليا إذا اقتضى الأمر. وقالت الشركة إنها حققت ربحا قدره 1.1 مليار في الاثني عشر شهرا المنتهية في 31 مارس، مقارنة مع 871 مليون درهم في السنة السابقة. لكنها حذرت من أن تفشي فايروس كورونا المستجد قد أضر بالأداء في الربع الأخير من سنتها المالية. وانخفضت الإيرادات بنحو 6.1 في المئة إلى 92 مليار درهم مع تراجع عدد المسافرين على متن رحلاتها 4.2 في المئة إلى 56.2 مليون. وخفضت طيران الإمارات أيضا في مارس أجور العاملين لديها مؤقتا بسبب جائحة كورونا. ولم يتضح متى ستستأنف رحلاتها المنتظمة، بينما تعتزم الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي استئناف رحلات نقل الركاب المنتظمة بدءا من يونيو. وترابط حركة النقل الدولي جوهريّ بالنسبة لنموذج طيران الإمارات كمركز رحلات خليجي، إذ حوّلت الشركة مطار دبي قبل ستة أعوام إلى أكثر المطارات الدولية ازدحاما في العالم. ولا تسيّر الشركة رحلات داخلية ومعظم مسافريها يمرون عبر دبي خلال رحلاتهم. وشهدت شركتها الشقيقة لخدمات المطارات دناتا انخفاضا للأرباح بنسبة 57 في المئة إلى 618 مليون درهم في العام المنتهي في 31 مارس، وهو ما عزته إلى زيادة الاستثمار في قسمي التموين وخدمات المطارات وضعف الطلب على السفر. وقال الشيخ أحمد في الرسالة الإلكترونية الداخلية إن دناتا سرحت بعض الموظفين حتى يصبحوا مؤهلين للاستفادة من برامج إعانة البطالة. وتُراجع دناتا عملياتها في أستراليا بعد استبعادها من برنامج حكومي لحماية الوظائف هناك لأنها مملوكة لحكومة أجنبية. وتراجعت أرباح مجموعة الإمارات، التي تضم دناتا أيضا، 28 في المئة إلى 1.7 مليار درهم. ونزلت الإيرادات 4.8 في المئة إلى 104 مليارات. وقالت المجموعة إن أسعار صرف غير مواتية كلفتها أرباحا تبلغ مليار درهم، لكنها لقيت بعض الدعم من انخفاض أسعار النفط. وتعتبر مجموعة طيران الإمارات أحد أبرز أوجه نجاح الإمارة في التحول إلى مقصد دولي. ويعمل في الشركة أكثر من 100 ألف موظف، بينهم أكثر من 21 ألفا من طواقم الطائرات، و4 آلاف طيار. وزادت وتيرة إلغاء الرحلات الجوية بنسبة قاربت 85 في المئة ببعض الشركات، وبدأت شركات الطيران في تسريح فوري للعمالة أو خفض بالمرتبات، وسط حالة الرعب التي ينشرها فايروس كورونا. وأدى تفشي فايروس كورونا المستجد إلى الإطاحة بقطاعات اقتصادية عالمية، وزاد من الضغوط على قطاعات حيوية كالنقل الجوي وشركات الطيران، التي كانت تعاني أصلا قبل ظهور المرض، الأمر الذي يهدد بموجة إفلاس لبعض الشركات.

مشاركة :