لطالما كان الفرح والروح المرحة من العناصر الأساس في حياة العديد من القديسين، وقد علّمونا كيفية المحافظة على سعادتنا، حتى في أصعب أوقات حياتنا.وقد أكّد البابا فرنسيس هذه الفكرة في الإرشاد الرسولي “افرحوا وابتهجوا” (Gaudete et exsultate): “كلّ ما قد قيل حتى الساعة لا يعني وجود روح محبطة أو حزينة أو بغيضة أو كئيبة أو بعيدة عن الأنظار وبلا قوّة. فالقدّيس يستطيع أن يعيش بالفرح وروح الدعابة. وهو، دون أن يفقد واقعيّته، ينيرُ الآخرين بروحٍ إيجابي وغني بالرجاء”.إليكم بعض القديسين الذين عبّروا عن فرحهم في حياتهم:1-القديس يوحنا بوسكو وجمعية الفرح التي أسسهايشتهر القديس يوحنا بوسكو بروحه المرحة إلى حدٍّ كبير، وهذا كان جزءًا من شخصيته مُذ أن كان صبيًا. في وقت مُبكر من حياته، أسس “جمعية الفرح”. وكتب عنه هنري غيون في كتابه المُعنون “سر القديس يوحنا بوسكو”: كان أعضاء الجمعية يلتقون في المساء في بيت أحدهم لقراءة التعاليم المُقدسة وللصلاة والتعلُّم والإصغاء إلى نصائح بعضهم البعض… وعندما تنتهي المهمة، كانوا يُغادرون سويًا، يُغنون على الطرقات ويضحكون ويزورون الكنائس الصغيرة ويقطفون التوت والفراولة البرية في الأحراج”.كان بوسكو مولعًا بالألعاب البهلوانية لتسلية أصدقائه. واستمرت هذه الروح المرحة فيه حتى مرحلة البلوغ، ومن ثمّ كتب رسالة: “أنا رجل يُحب الفرح، وبالتالي أتمنّى أن أراك والجميع سعداء. إذا قمتَ بما أقول لك، فستكون سعيدًا ومُبتهج القلب“. وبالنسبة إليه، كان العيش من أجل الله هو مفتاح سعادته الدائمة.2-فرح القديس دومينيك سافيوكان القديس دومينيك سافيو تلميذ القديس يوحنا بوسكو وشبيهه بروحه المرحة. ذات مرة، قال لأحد أصدقائه: “القداسة هي أن نكون دائمًا فرحين، متفادين كلّ تصرّف سيء أو سلبي، يسرق السلام من القلب“.وكان يُحاول أيضًا إسعاد أصدقائه عندما يكونون كئيبين؛ وعُرف بقدرته على رواية القصص الممتعة، وبفرحه حتى في الأوقات الصعبة.3-ابتسامة القديس توماس موركان القديس توماس مور يعيش حياته بفرح، حتى عندما كان يتعرّض للاضطهاد من قبل كُل من حوله. وقد بلور نهجه الفريد بالحياة في صلاة كتبها بعنون “صلاة الفكاهة والمرح”:“يا رب، اعطني نعمة الهضم الجيد، لكن أيضًا ما أهضمه.أعطني صحة الجسد وروح الفكاهة الكفيلة بالحفاظ عليها.اعطني، يا رب، روحًا صادقة تعرف كيف تقدر كلّ ما فيه الخيروتتنبه عندما ترى الشر فتتمكن من إيجاد السيبل لتعطي كلّ أمرٍ حقه.أعطني روحًا لا تعرف الملل ولا الهم،لا تتنهد ولا تشتكي ولا تسمح أن أتعذب من جديدبسبب تعنتي والتركيز على “الأنا”.وأعطني يا رب، روح الفكاهة حتى أستطيع أن أعيش الفرح في هذه الحياةوأُفيد الآخرين منه.آمين“.4-فرح القديس فيليب نيرييُعرف القديس فيليب نيري بـ”القديس المرح”، إذ كان يملك روح دعابة قوية. وكان التواضع بالنسبة إليه الفضيلة الرئيسة.وغالبًا ما كان يظهر في المناسبات المهمة بنصف لحية أو يقرأ الكُتُب المُضحكة لإثارة الفرح وحث الآخرين على الشعور بالتواضع والصبر.5-تفاؤل القديس خوسيماريا إسكريفاعاش القديس خوسيماريا إسكريفا الحياة بفرح وعَلَّم الآخرين تشاطر التفاؤل المسيحي؛ وتمحورت العديد من كتاباته حول هذا الموضوع، كالتالي: “دور المسيحي: إغراق الشرّ بكثرة الخير. الأمر لا يتعلق بالقيام بحملات سلبية، ولا بأن نكون ضد أمر ما، مهما كان. على العكس: علينا أن نعيش من التأكيدات الإيجابية، ممتلئين بالتفاؤل والشباب والفرح والسلام، وأن نظهر تفهمنا تجاه كل الذين يتبعون المسيح أو الذين يتخلون عنه أو الذين لا يعرفونه. ولكن التفهم لا يعني الامتناع، ولا اللامبالاة، إنه موقف نشيط”.
مشاركة :