واشنطن، بكين - وكالات - أقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بان الولايات المتحدة لديها مشكلاتها الخاصة في شأن حقوق الانسان في وقت أذاع «تقرير البلاد عن ممارسات حقوق الإنسان» لعام 2014. وأشار إلى الاضطرابات العرقية الاميركية على مدار العام الماضي بدءا من سلسلة مقتل أشخاص من السود العزل من السلاح على يد ضباط شرطة من البيض وانتهت في الآونة الأخيرة بمأساة رجل أبيض قتل تسعة من السود في كنيسة للأميركيين الأفارقة في مدينة تشارلستون في ولاية ساوث كارولينا. وقال كيري: «لا يوجد هناك نفاق أو غطرسة في رصد أميركا لانتهاكات حقوق الإنسان في مكان آخر، ولا يسعنا إلا الشعور بالخزي عندما نشهد ما شاهدناه العام الماضي من عدم الوفاق والاضطراب العرقي... نعالج هذا بكثير من الوعي الذاتي». في المقابل، أعلنت الصين امس، في ردها السنوي على الانتقادات الاميركية الموجهة لسجلها لحقوق الانسان أن الولايات المتحدة «تلاحقها لعنة انتشار السلاح» والتمييز العنصري. وفي تقرير مطول نقلته «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا)، أكد مكتب الاعلام التابع لمجلس الدولة أن الولايات المتحدة «تنتهك حقوق الانسان في دول أخرى بطريقة أكثر سفورا وانها تلقت عددا أكبر من (البطاقات الحمراء) على الساحة الدولية لحقوق الانسان». وأضاف: «الولايات المتحدة لاحقتها لعنة انتشار الاسلحة وجرائم العنف المتكررة التي هددت حقوق المواطنين المدنية». وجاء في القسم الخاص بالصين في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية عن حقوق الانسان على مستوى العالم الذي نشر الخميس، ان «القمع والاكراه يحدث في شكل روتيني» مع الناشطين والاقليات العرقية ومكاتب المحاماة التي تتولى قضايا حساسة. كما انتقد التقرير الصيني أيضا الولايات المتحدة لقيامها بالتجسس على زعماء دوليين ومدنيين والسماح لبضع جماعات ذات مصالح بالتأثير على قرارات الحكومة. على صعيد آخر، أعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، إن الصين على رأس المشتبه بهم في هجوم الكتروني واسع النطاق على وكالة حكومية أميركية أدى إلى تسريب بيانات شخصية لملايين الأميركيين. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من نشر تصريحات كلابر، وهي المرة الأولى التي يجاهر فيها مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما باتهام الصين بشن هجمات الكترونية على المكتب الأميركي لإدارة شؤون الموظفين. ونقلت الصحيفة عن كلابر قوله خلال مؤتمر للاستخبارات في واشنطن «عليك تحية الصينيين على ما فعلوه» نظرا لصعوبة التسلل الالكتروني. وأكد مكتب كلابر في بيان أن الصين هي المشتبه فيه الأول،لكنه أشار الى إن تحقيق الحكومة الأميركية مستمر. وقالت كاثرين ارشوليتا، مديرة مكتب إدارة شؤون الموظفين أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ، أول من أمس، إن البيانات الشخصية لما يصل إلى 4.2 مليون موظف اتحادي حالي وسابق، سربت في اختراق أمني واحد وإن هجوما آخر استهدف آخرين وأضر بالملايين. وذكرت وسائل اعلام أن الضرر كان من الممكن أن يلحق بما يصل إلى 18 مليون أميركي. وتأتي تصريحات كلابر بعد يوم من اختتام ثلاثة أيام من المحادثات رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة في واشنطن وتناولت الأمن الالكتروني. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن هذه الاجتماعات لم تشمل أي «توجيه لأصابع الاتهام» في شأن السرقة الالكترونية «وما إذا كانت الحكومة قد قامت بها أم متسللون أم أفراد تستطيع الحكومة مقاضاتهم».
مشاركة :