من جانبه رحب الدكتور عبدالكريم الزيد بالسفير الصيني وتوجه له بالشكر للمشاركة في هذه الندوة الافتراضية، مؤكداً استمرار تفعيل التعاون الثقافي قائلاً " لن نتوقف مع هذه الجائحة وسوف نستمر في تعزيز العلاقات بين شعبينا، وهي علاقات ليست وليدة اليوم أو أمس، بل هناك تعاون فعال يمتد لألفي عام، وكان لطريق الحرير البري والبحري إسهامات كبيرة في تقارب الشعب الصيني والشعب العربي من خلال التبادل الثقافي والاقتصادي والمعرفي . وأكد الدكتور الزيد أن المحطة الأهم في التعاون العربي الصيني هي تأسيس المنتدى الصيني العربي في العام 2004 م، الذي نتج عنه العديد من الاتفاقيات العلمية والثقافية وبرامج التعاون الحضاري بين الصين وبين العالم العربي، مؤكداً أن المملكة كانت سباقة لتطوير العلاقات العربية الصينية وبالتحديد السعودية الصينية، وهناك وقفات كبيرة جدًا بالعديد من البرامج المشتركة بين شعبينا، وكانت هناك محطات لها تأثير كبير جدًا خاصة بعد إطلاق رؤية المملكة 2030. وأضاف الدكتور الزيد " نذكر تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - لفرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين. هذا المركز الحضاري الثقافي في قلب العاصمة، هو منبر إشعاع وتعاون ونقطة انطلاق حضاري وثقافي بين بلدينا أنجزت العديد من البرامج الثقافية في سنوات قليلة، مشيرًا إلى أن التقارب الحضاري العربي الصيني والعلاقات الاقتصادية والسياسية في أوج ذروتها بين جمهورية الصين وبين العالم العربي. وعن الجوائز العالمية مثل جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة وجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي العربي الصيني، قال السفير الصيني "إن الثقافة ظاهرة لها ناتج إنساني كبير تحتوي على قيم الحياة وضوابط الثقافة الفنون والعلوم والتكنولوجيا، ويمكن نشرها، ويجب احترام ثقافتنا وثقافات الآخرين، والعالم عظيم بفضل تنوع الثقافات والحضارات. ومن المفيد تحسين التعاون والتفاهم والتبادل الثقافي. وأضاف " إن أجدادنا أوجدوا نوعًا من التعاون بين الثقافتين، ولعب التفاعل الثقافي دورًا كبيرًا في التنمية، فالطرق التجارية التي تعرف باسم طريق الحرير البرية أسهمت في تعزيز العلاقات العربية الصينية، وقد أرسل الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عام 651 م ، وفدًا للصين للتعريف بالإسلام وفي عام 960م دخلت العلوم الإسلامية إلى الصين، وبدأت اللغة العربية تنتشر في الصين مع دخول الإسلام . ومن القرن 13 الميلادي انتشرت العلوم العربية في الصين، وتطرح الصين مبادرة الحزام والطريق لتحقيق التنمية وإحياء طريق الحرير. وهناك تبادل وتعاون كبير بين الصين والبلاد العربية وقد جمعت الصين عددًا كبيرًا من الأعمال الأدبية العربية، وبعد 1945 م كانت جامعة بكين قد أدخلت تعليم اللغة العربية لأول مرة في الصين، وقد حقق الجانبان تقدمًا كبيرًا على المستوى الثقافي مثل الأسابيع الثقافية ومهرجان الأفلام والمعارض. // يتبع // 16:14ت م 0118 ثقافي / مكتبة الملك عبدالعزيز تعقد ندوة عن "العلاقات الثقافية العربية الصينية" / إضافة ثانية واخيرةومع دخول الألفية الثالثة تأسست جمعية الصداقة للتعاون العربي الصيني سنة 2001 م والمنتدى العربي الصيني 2004 م، وإقامة مهرجانات فنون وسياحة. وفي يوليو 2018 حضر الرئيس الصيني منتدى التعاون العربي الصيني، وألقى كلمة عن التعاون يدًا بيد بين الشعبين العربي والصيني، الذي عمل على تعزيز التعاون في مختلف المجالات. وأوضح السفير الصيني أنه قبل 30 عامًا وحتى الآن تمضي العلاقات السعودية الصينية بشكل فعال ثقافيًا وتعليميًا واقتصاديًا وسياسيًا، حيث أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان إنشاء جائزته في مارس 2019 م مما يمثل اهتمامًا من قبل المملكة للتعاون الثقافي، ونرحب بالجائزة، ونأمل أن تسهم في الدراسات الثقافية بين الصين والمملكة وترجمة الأعمال في مجال الفن والأدب والمعرفة. واختتم السفير الصيني حديثه بالقول " إن الجوائز العالمية تعزز من قيم التواصل بين العرب والصين وقد أقيم سنة 2014 م حفل جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في بكين، وقد فاز عدد من العلماء الصينين بجوائز عربية كثيرة، بالإضافة إلى كتاب من مصر ولبنان والمغرب بهذه الجائزة". فيما بين الدكتور الزيد أن المملكة لها خط واسع للتقارب مع الصين، وجائزة الترجمة، وزعت إحدى دوراتها بالصين عام 2014 م وفاز بها أساتذة كبار من الصين لهم دور كبير في الترجمة والتأثير الثقافي، وجائزة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جائزة رائدة تتوجه للشباب من الشعبين وتتجه لإطار واسع لتعزيز الفنون والترجمة والأدب والفكر والتواصل الحضاري بين الشعبين الصديقين. وقال "هناك وقفة لسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وهو الذي أشرف على الجائزة، وله اهتمام كبير جدًا بتعزيز العلاقات الثقافية السعودية الصينية، وأعلن عن أكثر من مبادرة، معرباً عن شكره لسمو وزير الثقافة على هذه المبادرات التي تعزز التعاون الثقافي بين البلدين، وهناك منظومة من البرامج والفاعليات كانت معدة لهذا العام 2020 م لكن أجلت بسبب الظروف الحالية إلى العام القادم وهي تعزز التعاون الثقافي بمختلف مجالاته في السينما والتشكيل والأدب والترجمة وحوارات الشباب". وأشار الدكتور الزيد إلى مشروع المكتبة الرقمية العربية الصينية التي نفذتها مكتبة الملك عبد العزيز تحت إشراف الجامعة العربية، حيث سلط الضوء على الدور الثقافي الذي تقوم به في مد الجسور الثقافية والتقريب بين الحضارتين العربية والصينية. // انتهى // 16:14ت م 0119 www.spa.gov.sa/2085082
مشاركة :