أكد الدكتور وليد الفيصل استشاري الصحة العامة في هيئة الصحة بدبي، عدم وجود أبحاث ودراسات علمية تثبت تأثير الأشعة فوق البنفسجية (ج) على فيروس كورونا المستجد، لافتا إلى أن الجائحة أثارت كمّاً هائلاً من التساؤلات، وصاحب ذلك ظهور الكثير من المفاهيم الخاطئة التي يمكن أن يستغلّها البعض في مصالح تجارية. ولذلك فمن الأهمية بمكان الدراسة العلمية والمنطقية والموضوعية لكل سؤال على حدة وتحديد الجوانب الصحيحة والخاطئة، ومن ثم نشر الوعي بين أفراد المجتمع من أجل التركيز على الممارسات الصحيحة. وقال الدكتور وليد: إن اقتراح البعض «الاستعانة بالأشعة فوق البنفسجية على مداخل مراكز التسوق ليمرّ الناس تحتها لبضع ثوان قبل الدخول للتبضع» غير مثبت علمياً، كما أن تعقيم البشرة والملابس وغيرها باستخدام الأشعة فوق البنفسجية يعرّض الجلد للأذى، ويزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، وفي حال تمكَّن فيروس «كورونا» من دخول الجسم فلن تُجدي الأشعة فوق البنفسجية إطلاقا في منع العدوى. وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تشدد على أنه ينبغي عدم استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية في تعقيم اليدين أو أي أجزاء أخرى من الجلد، لأن هذه الأشعة يمكن أن تسبب حساسية للجلد. وبين الدكتور وليد أن دراسات سابقة أظهرت إمكانية استخدام تلك الأشعة ضد فيروسات أخرى من نوع الفيروسات المكلّلة مثل سارس، إذ يؤثر إشعاعها على المادة الوراثية لتلك الفيروسات، بما يحول دون قدرة الفيروس على استنساخ نفسه، ونتيجة لذلك يتم اللجوء للأشعة فوق البنفسجية (ج) عالية التركيز لمكافحة فيروس «كورونا» المستجد. وفي الصين يجري تعقيم حافلات بأكملها ليلاً بتعريضها للإشعاع، كما جرى الاستعانة بأجهزة روبوت لتطهير أرضيات المشافي باستخدام نفس الأشعة، واستخدمت مصارف هذه الأشعة أيضاً لتطهير عملاتها. 3 أنواع وأوضح أن هناك 3 أنواع للأشعة فوق البنفسجية وفقاً لطول الموجة، وتختلف في نشاطها البيولوجي ومدى قدرتها على اختراق الجلد. فكلما كانت الموجة أقصر كان أذاها أكبر، وقدرتها على اختراق الجلد أقل. الأشعة فوق البنفسجية (أ)، والتي تشكل أغلب الأشعة التي تصل إلى سطح الأرض (95%)، وهي قادرة على اختراق طبقات الجلد، ويُعتقد بمسؤوليتها عن 80 % من شيخوخة البشرة التي تظهر في شكل تجاعيد وبقع مع تقدم العمر. الأشعة فوق البنفسجية (ب)، التي قد تتلف الحمض النووي بخلايا البشرة وتؤدي لحروق الجلد، وقد تتسبب في سرطان الجلد (مؤخراً اكتشف العلماء أن الأشعة فوق البنفسجية «أ» يمكنها أيضا ذلك). وتتوافر لدى الباحثين معلومات لا بأس بها عن الأشعة فوق البنفسجية (أ) و(ب)، وتحمي أغلب كريمات الشمس الجيدة منها. الأشعة فوق البنفسجية (ج)، وهذا النوع من الأشعة ذو موجات أقصر وأنشط وقادر على إتلاف المادة الجينية (الوراثية) بفاعلية، سواء في خلايا البشرة أو في الجزيئات الفيروسية. يقوم الغلاف الجوي بفلترة هذا النوع ومنعه من الوصول إلى سطح الأرض. أشعة الشمس في بعض البلدان النامية، يلجأ الناس كثيرا لأشعة الشمس لتطهير الماء، وهو ما تنصح به منظمة الصحة العالمية. ويعتمد ذلك على ترك الماء في قارورة شفافة نظيفة من الزجاج أو البلاستيك تحت أشعة الشمس لست ساعات ويُعتقد أن التطهير ناجم عن أن أشعة الشمس فوق البنفسجية (أ) تتفاعل مع الأكسجين الذائب في الماء منتجةً جزيئات غير مستقرة كـبيروكسيد الهيدروجين، وهي المادة الفعالة في الكثير من المطهرات المنزلية والقادرة على القضاء على العوامل الممرضة. كما تساعد أشعة الشمس في تطهير الأسطح، لكن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً. وتكمن المشكلة في أننا لا نعلم على وجه التحديد مقدار الوقت الذي تحتاجه أشعة الشمس لتطهير الأسطح. ولم يمض ما يكفي من الوقت للقيام بدراسات حول فيروس «كورونا» المستجد، لكن بحثاً على سارس، الفيروس الشبيه بـفيروس «كورونا» المستجد، وجد أن تعريض فيروس سارس للأشعة فوق البنفسجية (أ) لمدة 15 دقيقة لم يكن كافياً للتأثير في قدرته على العدوى. ولم تنظر الدراسة في تعريض الفيروس للشمس لأمد أطول، كما لم تنظر في تعريض الفيروس للأشعة فوق البنفسجية (ب) المعروفة بقدرتها أكثر على إتلاف المادة الوراثية. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :