ألقى أستاذ واستشاري الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين الأغا، مساء أمس الاثنين محاضرة عن بُعد حول "أطفال السكري إثر جائحة كورونا"، وذلك في إطار "ملتقى تعزيز الصحة ٢٠٢٠.. الأمل والتحديات في ظل جائحة كورونا المستجد" الذي ينظمه مركز تعزيز الصحة بجامعة الملك عبدالعزيز. وقال البروفيسور الأغا إن سكري الأطفال، سواء كان من النوع الأول (النوع الأكثر انتشارًا)، أو النوع الثاني (الأقل انتشارًا)، يصاحبه بعض المضاعفات، سواء كانت حادة أو مزمنة. مبينًا أن تجنب مضاعفات السكر يكون باتباع بعض الوصايا، منها المتابعة المستمرة للطبيب المعالج، والاستماع لنصحه، وكذلك إجراء الفحوصات اليومية للسكر بالجهاز المتوافر في المنزل، والمحافظة على نسبة سكر الدم، واتباع النصائح الغذائية من قِبل أخصائية التغذية المشرفة على الطفل، وعدم الإفراط في تناول السكريات والحلويات التي من شأنها رفع نسبة سكر الدم، وعدم حقن الإنسولين في المكان نفسه، بل يجب تغيير أماكن حقن الإنسولين؛ لتكون استفادة الجسم من الإنسولين جيدة. وأشار إلى أن المضاعفات لا تحدث عند كل مريض يصاب بمرض السكري، لكن فرصة حدوثها تزداد مع سوء انتظام نسبة السكر في الدم، وتحتاج إلى سنوات عدة لحدوثها؛ ومن أجل ذلك يجب أن نحافظ على المعدل المطلوب لنسبة السكر في الدم، واتباع نصائح الفريق الطبي وعدم إهمالها، وممارسة الرياضة الخفيفة. مطالبًا بتجنُّب الرياضات الثقيلة، مثل الجري السريع لمسافات طويلة التي قد ينتج منها هبوط حاد بنسبة السكر، وتجنُّب المشاكل النفسية والقلق والبكاء، التي قد تكون كافية لرفع نسبة السكر. وذكر الأغا أن هناك مجموعة من أهالي الأطفال المصابين بداء السكري يستمعون إلى نصائح غير صحيحة، سواء كانت من أقاربهم أو جيرانهم أو أصدقائهم، وتكون لها آثار سلبية في التحكم بنسبة سكر الدم بالمستوى المطلوب. فعلى سبيل المثال: هناك نصائح باستخدام الأعشاب بدلاً من الإنسولين من أجل التغلب على مرض السكري (النوع الأول). وهذه النصائح يجب عدم الاستماع والإصغاء لها؛ إذ لم تثبت صحتها العلمية. ويوجد لدينا أمثلة لأطفال ساء انتظام نسبة السكر لديهم بعد استبدال جرعات الإنسولين بالأعشاب. وفي جميع الأحوال يجب استشارة الطبيب المعالج، والاستماع لنصائحه. وقال الأغا: إن هناك مجموعة من أهالي المرضى يخافون من علاج الإنسولين؛ فعندما يزيد لهم الطبيب المعالج جرعة الإنسولين، أو يضيف إبرة ثالثة قبل وجبة الغداء -على سبيل المثال- بسبب عدم انتظام السكر لدى أطفالهم، ينتابهم الخوف والذعر، ويظنون أن أخذ طفلهم جرعات عالية أو أكثر من إبرتين في اليوم يعني أن حالة طفلهم خطيرة. وهذا الخوف لا يوجد له مبررات علمية، بالعكس؛ هذه الإجراءات قد تقي مريض السكري من مضاعفات مستقبلية لا تُحمد عواقبها.
مشاركة :