المملكة تدخل عصر الطاقة النووية السلمية | سامي سعيد حبيب

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

زيارتان دوليتان بالغة الأهمية في تجلية المسار الإستراتيجي الدولي الجديد للمملكة العربية السعودية قام بهما وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة ولي ولي العهد إلى كل من روسيا وفرنسا. يستطيع المتابع أن يقرأ بين الأسطر في محادثات واتفاقيات الزيارتين الكثير الكثيرعن المتغيرات السياسية والإستراتيجية للمملكة في عهدها الجديد تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله. تركز هذه القراءة على الاتفاقيات بين المملكة وتلكما الدولتين المتقدمتين تقنياً في مجالات نقل وتوطين التقنيات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية وبقية التطبيقات السلمية من التقنيات النووية، ولا عجب أن تستعين المملكة بفرنسا في مجال توليد الطاقة من مصادر نووية إذ إن فرنسا تحتل المركز الأول بين دول العالم في نسبة توليد الطاقة الكهربائية بالتقنية النووية بمعدل 75% من إجمالي إنتاج فرنسا للكهرباء. تم التوقيع بين الطرفين السعودي والفرنسي على 10 مشاريع كبرى منها شراء طائرات عمودية عسكرية وأخرى مدنية من طراز ايرباص-300 وطراز ايرباص أي320 نيون بمبلغ يناهز 8 مليارات دولار، كما وقع الطرفان السعودي - الروسي على إعداد دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة. يعتبر توقيع الاتفاقيات السعودية -الروسية والسعودية -الفرنسية بمثابة فتح سياسي تقني، فمحاولات العرب عموماً في الحصول على التقنيات النووية قديم ومساره ظل للقريب مفروشاً بالأشواك، لعل من أقدمها التجربة المصرية التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي عام 1955م، وتم تشكيل لجنة الطاقة الذرية المصرية للاستخدامات السلمية برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر، وتلا ذلك اشتراك مصر عام 1957 كعضو مؤسس في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحاولات عديدة لغاية العام 2002 لإنشاء محطة نووية توليد الكهرباء بقدرة 900 ميغاوات بالتعاون مع الصين، مروراً بتجربة الجزائر المتواضعة والتي اقتصرت على صور للتعاون مع بعض الدول لإنشاء مفاعلات بحثية، وانتهاءً بتجربة العراق المأساوية التي انتهت بما يعرفه الجميع من تدمير إسرائيل لمفاعل الأزيرق تدميراً كاملاً عام 1981م وقيام إسرائيل بتصفية رموز البرنامج البشرية كمثل الشهيد د. يحيى المشد وغيره، كما تم تصفية وتهجير مئات العلماء والأساتذة الجامعيين والفنيين بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بغية تجفيف إمكانياته العلمية النووية. لكن الله جعل الدنيا دولا، لناس بعد ناس، إذ يمثل حصول المملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي على الطاقة النووية السلمية مصلحة مشتركة للدول المنتجة والمستهلكة للبترول، إذ يمكن عندها الاستفادة من البترول المحروق لتوليد الطاقة إلى منتجات بواسطة الصناعات التحويلية البترولية ذات العائد المضاعف أضعافاً كثيرة مقارنة بسعر الزيت الخام. ونأمل أن يتحقق هذا الحلم التقني الرائد في هذا العهد الزاهر تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليبقى ذلك معلماً في سيرة كل من سعى فيه وفي ميزان حسناتهم ثم في سجل إنجازات الملك سلمان وحكومته الرشيدة.

مشاركة :