لا يزال الخلاف في وجهات النظر ، بين المملكة العربية السعودية والإدارة الأمريكية في تفاقم بسبب الملف السوري ، فالولايات المتحدة الأمريكية تتقلب في موقفها من حرب الإبادة على الشعب السوري ، بل لنسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية ، من حرب الإبادة على أهل السنة في بلاد الشام. و فيما يبدو ترى الإدارة الأمريكية مصلحتها ومصلحة ربيبتها المدللة إسرائيل في القضاء على روح المقاومة في سوريا خشية انتصار التيار الإسلامي وتكوين دولة إسلامية بالشام ولذلك رأت الاصطفاف مع الرئيس بشار الأسد و الداعمين الرئيسيين له في حربه الإجرامية ضد سنة أهل الشام وهم روسيا المتشبثة بالنظام السوري لأسبابها الإستراتيجية و إيران حاملة لواء تشييع المنطقة وشيعة لبنان أو ما يسمى بحزب الله يد إيران في بلاد الشام والحكومة الشيعية في العراق. المملكة قلب العالم الإسلامي النابض وموئل الحرمين الشريفين فاض بها الكيل كما يقال حكومة وشعباً و لم تعد تطيق صبراً لا على الإبادة اليومية بآلة الحرب غير المتكافئة ولا قتل أخوتنا في سوريا ،ومعاناتهم في دول الجوار التي لجأ الكثير منهم إليها من موجة البرد القارس غير المسبوقة لعقود طويلة والتي لا يستطيع اللاجئون السوريون في الداخل والخارج لها دفعاً إلا بأقل القليل من التدفئة والملابس الشتوية والأغطية والأطعمة والأدوية. على خلفية هذه المنطلقات جاءت إحدى خطوات تصعيد الموقف بين المملكة وحلفائها الغربيين ، من خلال مقالة نشرها سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا الأمير / محمد بن نواف بن عبد العزيز في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية و كان مما جاء فيها ( المملكة ستواصل مد يد المساعدة العسكرية والمالية للمعارضة السورية من أجل الحفاظ على الأمن بالمنطقة ) ، كما جاء فيها ( إن العلاقات بين المملكة وشركائها على المحك بسبب تعاملها مع الأزمة السورية والملف الإيراني ، وأن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ممارسات إيران في سوريا، كما أنها سوف تتحرك بالغرب أو بدونه لأنها لن تقبل بتهديد أمن المنطقة وخصوصاً أمن العالم العربي ، وأوضح أن المملكة ليس لديها خيار آخر سوى أن تكون أكثر حزماً في الشئون الدولية ، و نحن الآن أكثر تصميمًا للمضي قدماً من أجل الوصول لاستقرار حقيقي في منطقتنا ). ومن الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن المملكة قد وجدت نفسها المرشح الأوحد أو شبه الأوحد أمام تحدٍ تاريخي يريد استئصال شأفة الأمة و بالتحديد على الإسلام السني في العالمين العربي والإسلامي وإن كان ساحته الحالية هي أرض الشام المباركة التي ستكون حسب أحاديث الصادق المصدوق عن الملاحم والفتن ساحة الصراع الكبرى ، من منطلقات أن الإسلام السني هو الذي لم يزل على مر التاريخ المتصدي لكل الغزوات الكبرى على الأمة المسلمة كالحروب الصليبية و كغزو التتار ، و أن الحرب الغربية السافرة على أفغانستان والعراق بعد أحداث 11 سبتمبر أو المستترة في باكستان ( لأنها الدولة المسلمة النووية الوحيدة ) واليمن والصومال تستهدف الإسلام ذاته وليس الحرب على ما يسمى بالإرهاب خصوصاً. و ليس للمملكة من مندوحة بعد الإعتماد على الله تعالى في التغلب على هذا التحدي من مد يد التعاون مع كبريات دول العالم الإسلامي التي تنطلق من نفس المبادئ و تشارك المملكة نفس القيم والمصالح كتركيا و باكستان و إندونيسيا فالعالم الإسلامي هو العمق الاستراتيجي الحقيقي للمملكة العربية السعودية. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :