شهادة أوروبية رغم حرق الكتب وحرق الدم | شريف قنديل

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فيما كان القوم منشغلون في حرق أو إتلاف أو «إعادة تنظيم» أو «منح تراخيص» لكتب علماء الأمة، وفيما كانت المحكمة تقضي ببراءة «إسلام» من ازدراء الإسلام، كانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي -واسمها لمن يريد- فيدريكا موغيرني تؤكد أنّ الإسلام هو أوروبا.. وأوروبا هي الإسلام! وحين كان القوم يخلطون بين «تجفيف منابع الإرهاب» و»تجفيف منابع الإسلام»، كانت السيدة الأوروبية تقول وبوضوح: «إن التعددية هي مستقبل التكتل الأوروبي الموحد، والإسلام مكانه الطبيعي في المجتمع الأوروبي، والدليل على ذلك -كما تقول فيدريكا- تأثيره الواضح في أسلوب حياتنا»! وحين كان القوم منهمكون في الإعداد للمطالبة بسحب جائزة الملك فيصل من بعض علماء الأمة، وهو الأمر الذي اعتبره أمين الجائزة الدكتور عبدالله بن عثيمين «متاهات سياسية لا شأن لنا بها»، كانت السيدة الأوروبية تقول: «إن الإسلام أصبح يشكل أحد أبرز مستقبل الأوروبيين».. وتضيف مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قائلة: «الإسلام حقيقة واضحة يجب ألا نخاف من قولها على الملأ، رغم أن كثيرين في أوروبا لا يريدون سماعها.. إنه أحد روافد الهوية الأوروبية وأبرز ملامح المستقبل»!. عفواً سيدتي «الفاضلة» بالفعل، و»الرائعة» بالفعل، و»المنصفة» بالفعل، الكثيرون الذين لا يريدون سماعها ليسوا في أوروبا.. إنهم في بلادنا وعواصمنا العربية والإسلامية!!. تصوّري؟! تصوّري سيدتي أن بعض الناس في بلادنا باتوا يتحرّجون من هويتهم الإسلامية؟! تصوّري سيدتي أنهم في بلادنا الإسلامية يخلطون بين «الإسلام» وبين «الإرهاب»؟ بين الفكر الإسلامي المستنير وبين فتاوى القتل والحرق؟! ليتهم سيدتي يسمعونك أو يقرأون لك وأنت تقولين على الملأ: «إن السبب في انضمام الشباب للجماعات الإرهابية ليس هو الإسلام، وإنما البحث عن مكان لهم في النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي». آهٍ يا سيدتي الفاضلة! آهٍ مما يفعله كثيرون من قادة الفكر والإعلام الحديث الآن في النسيج الذي تتحدثين عنه! إنهم ينهشونه ويقطّعونه.. اجتماعياً وثقافياً وسياسياً! كأنك تقصدينهم سيدتي.. كأنك تشيرين بيدك نحوهم.. النسيج الاجتماعي يتمزّق لحدّ مناداة البعض، بل غناء البعض، بل نداء البعض بشعبين لا شعب واحد! والنسيج الثقافي يتشوّه لحدّ محو ذاكرة الأمة، وحرق فكر ونتاج علمائها! وعن النسيج السياسي لن أُحدِّثك سيدتي، فأنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي! أنتِ تتحدثين عن الإسلام باعتباره كما تقولين: يُشكِّل أحد أبرز ملامح الحاضر والمستقبل، وهم يتحدثون عنه في بلادنا باعتباره مقوّضاً لفكر الإصلاح والتنوير! تصوّري؟! بقي أن نعرف أن فيدريكا موغيرني هي ابنة المخرج السينمائي الإيطالي فلافيو موغيرني! وأنها كانت عضوة في اتحاد الشبيبة الشيوعي، ثم الحزب الشيوعي الإيطالي، وأخيرًا حزب الديمقراطيين اليساريين!. sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :