رغم ثقله الشعري وبراعته في القصيدة المعاصرة في وقته؛ إلا أن الشاعر والإذاعي الكبير طاهر أبو فاشا اهتم بإبداعه عبر الأثير، تاركا ساحة القلم لآخرين، رغم أنه كان مُنتظرا أن يكون من أشهر الشعراء في وقته.جاءت دراسة أبو فاشا، المولود في 22 ديسمبر عام 1908، دينية منذ بدايتها، حيث التحق بعد إتمامه الابتدائية بمعهد الزقازيق الديني ثم كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، حتى تخرج في عام 1939؛ ثم اتجه نحو المجالس الأدبية الغنية بمجموعة من الشعراء الكبار منهم، حافظ إبراهيم، عبد العزيز البشري، كامل كيلاني وغيرهم؛ ورغم ظهوره الشعري في وقت انتشرت فيه مدرسة الإحياء والبعث وبزغ فيه شعراؤها ومنهم أحمد شوقي، إلا أنه تأثر بالمدرسة الرومانسية، خاصة بالشاعر على محمود طه من جماعة أبوللو، حيث كتب على النسق الشعري الخاص بهذه المدرسة.أشتُهر أبو فاشا بأنه "شاعر اللغة العربية الفصحى" بسبب دراسته، وأصدر مجموعة من الدواوين مثل "صورة الشباب، الأشواك، راهب الليل، دموع لا تجف، الليالي"، وذلك إلى جانب مجموعة من الكتب الأدبية مثل "الذين أدركتهم حرفة الأدب"، تحقيق مقامات بيرم التونسي، العشق الإلهي، ووراء تمثال الحرية"؛ لكنه كذلك كتب بالعامية قصائد منها "دمياطي"، والتي حولها الملحن الراحل الشيخ سيد مكاوي إلى أغنية بصوته وألحانه؛ بحوار ما أبدعه للإذاعة، والذي يصل إلى 200 عملا فنيا أو أكثر، أشهرها "ألف ليلة وليلة" التي كسر بها حاجز في الحلقات ليصل إلى نحو 800 حلقة دامت في الإذاعة على مدى 26 عامًا، بالإضافة إلى "أفراح الليل" وأوبريت أم كلثوم، إلى جانب عدد من المسلسلات الإذاعية مثل "الأسرة السعيدة" و"ركن الريف"؛ واستمر طاهر أبو فاشا في العطاء حتى رحل عن الحياة في 12 مايو من عام 1989 وذلك عن عمر ناهز 81 عامًا.
مشاركة :