أخطاء يعلقها البعض على شماعة الصوم

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

عادات ومشكلات رمضانية قديمة جديدة، نعايشها منذ سنوات طويلة ونعتادها بدلاً من مقاومتها ومناقشتها المرة تلو الأخرى، لتتفاقم وتزيد حدتها يوماً بعد آخر، فيمتد السهر خلف شاشات لا تنام، واصلاً الليل بالنهار حتى يغفو خلف مقوده أثناء قيادة السيارة، وهذا حال الكثيرين للأسف، بينما يصّر آخرون على تجاوز حدود قدراتهم الطبيعية فيسابقون الزمن وقت الأذان معرضين أنفسهم لمخاطر الاستعجال في المطبخ، ومنهم ننتقل إلى صوت قديم يُردد على الملأ سيرة ضعفه وعدم قدرته على ضبط أعصابه وقت الصيام. يعجز محمد الحمود موظف مبيعات عن القيام بعمله الروتيني كما هو معتاد، كونه ينقطع في فترة الصيام عن شرب القهوة والتدخين، ويقول: هذه العادات الصباحية التي تلازمني بقوة، أكثر ما يؤثر بي ويفقدني تركيزي أثناء الصيام، لكني رغم هذا لا أفقد أعصابي ولا أغضب لأسباب تافهة، ويضيف أن الصيام تجربة مهمة على الصعيد النفسي، لأنه يعلمنا كيف نضبط أنفسنا حتى في ظل غياب عاداتنا الأهم، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم والذي يقصد به تدريب النفس على التأقلم مع مختلف الظروف التي لا نكون فيها على هوانا. وبسبب استعجالها للحاق بموعد الأذان، وفقدانها للتركيز تسببت براءة الخطيب ربة منزل بحرق يدها أثناء قلي السمبوسة، وتقول: للأسف اعتدنا تأجيل الكثير من الأطباق حتى اللحظات الأخيرة لأننا نريد في رمضان أن نحظى بمائدة كبيرة ومنوعة ومعدة بزمن قياسي في الوقت نفسه، ولانشغالي بالإشراف على عدة أطباق في الوقت نفسه حرقت يدي بالزيت المغلي، وتضيف أنها نالت درساً لن تنساه، وتعلمت من بعده المحافظة على هدوئها عند تحضير المائدة، مذكرة نفسها كل مرة بأن الطعام لن يهرب، وأن بعض الدقائق من الانتظار لن تؤذي. أما يمان أبو دياب، طالب جامعي، فيفضل قضاء جل يومه في النوم، أو في غرفته أمام التلفزيون حتى لا يضطر إلى التصادم مع أحد، ويقول: طبعاً أتمنى ألّا أخرج من المنزل عندما أكون صائماً، لكن هذا غير متاح دوماً، والمشكلة أنني أفقد أعصابي بسرعة عندما أكون صائماً وهذا ليس بيدي، أعرف أن الصيام يستوجب الهدوء والأخلاق الحسنة والصبر، ولكن طبعي هكذا وهذا خارج عن إرادتي، ويضيف أنه يحاول أن يدرب نفسه على الهدوء متأثراً بنصائح والده. ولعل أكثر المظاهر التي نواجهها خطورة النوم أثناء قيادة السيارة حسب مطيع العويس، مهندس ويقول: للأسف ينشغل الناس في شهر رمضان بالسهر ومتابعة المسلسلات، بالإضافة إلى أن الجميع لا يفضلون النوم قبل موعد السحور وأداء صلاة الفجر، ولهذا لا ينامون كفايتهم، وبخاصة أولئك الذين يبدأ دوامهم في الصباح الباكر، فتجدهم شبه مغيبين بسبب قلة النوم، وأرى الكثيرين يغفون وهم يقودون سياراتهم في الشوارع المزدحمة في الصباح، وحتى في المساء، ويؤكد أن هذه الظاهرة من أكثر الأمور التي يجب أن تتناول وسائل الإعلام مهمة التوعية بشأنها لخطورتها، ولتسببها في الكثير من الحوادث. يوافقه الرأي خلدون أسلم، موظف في مكتبة تلفزيونية، مؤكداً أنه ضبط نفسه عدة مرات نائماً على الطريق بفعل السهر، ويقول: أنا من الناس الذين لا يستطيعون النوم إلّا بعد أذان الفجر، وأظن أن معظم الناس مثلي، فللسهر في رمضان نكهة خاصة لا يعادلها شيء، خاصة عندما نجتمع بالأصدقاء والأقارب لنتابع المسلسلات والبرامج المفضلة سوية، ويضيف أن هذه الطقوس الدرامية الرمضانية اعتاد عليها الناس منذ سنوت طويلة، ومن الصعب أن التخلي عنها من أجل المنطق، فصحيح أن المسلسلات نفسها تعرض بعد رمضان، لكن الناس اعتادت أن تتابع في هذا الشهر، حيث يفتر الاهتمام مع انتهاء الصيام. ويشير العقيد د. جاسم خليل ميرزا مدير إدارة التوعية الأمنية بشرطة دبي إلى أن احترام الشهر الفضيل يتجلى باحترام القوانين والطرق، وعدم تجاوز قواعد المرور لأن في هذا أذية للناس، فالصيام ليس إمساكاً عن الطعام والشراب فقط، بل صيام عن الأذى، ويوضح أن ضرورة تذكير الناس بهذه التفاصيل جاءت تبعاً لعدد الحوادث التي تسبب بها الاستعجال للحاق بموعد الإفطار خلال السنوات الماضية، ويقول: لهذه الأسباب أخذت الكثير من المؤسسات على عاتقها القيام بتوزيع وجبات الإفطار على السائقين الذين لايزالون في الشوارع مع اقتراب موعد الإفطار، بالتعاون مع شرطة دبي، ولكن نود أن يكون الإنسان رادعاً لنفسه، فيحدد المسافة التي تفصله عن منزله، ويبكر بالخروج من المكان الذي يتواجد فيه، خاصة أن العمل يتوقف في معظم المؤسسات عند الثانية ظهراً.

مشاركة :