تحقيق: فاروق فياض فرضت القيود والتدابير الاحترازية التي فرضتها دول العالم منعاً لتفشي فيروس «كورونا» المستجد؛ حالة استثنائية وواقعاً مغايراً لما كان عليه قطاع الشحن واللوجستيات في السابق، الأمر الذي دفع بالشركات المتخصصة في توصيل الشحنات والمنتجات لعملاء «الميل الأخير» إلى إعادة التكيف مع المتغيرات والمستجدات الجديدة. ولعل التجارة الإلكترونية والمنصات الرقمية المتخصصة لشركات الشحن؛ الحل الأمثل للخروج من تلك القيود الانعزالية التي فرضتها الدول، ومن خلال التواصل الرقمي وطلب المنتج دون جهد بشري، باتت التكنولوجيا والثورة الرقمية ضرورية جداً في ظل هذه الظروف، وتتساءل شركات الشحن: كيف يمكن أن نقدم الخدمة في ظل عدم انتشار ثورة الإنترنت والتكنولوجيا والمنصات الرقمية؟ تكمن أهمية الصين - في أنها بلد منشأ أي تجارة وصناعة على المستوى العالمي، وهي بذلك تتحكم بكل خطوط الإمداد والشحن واللوجستيات، وتراجع أي مستويات لصناعاتها وتجارتها على المستوى الداخلي، يعني تراجع مستويات حركة التبادل التجاري على المستوى العالمي، وهي شربان التجارة الأممية التي تزود أوردة العالم بالغذاء والصناعات ومختلف البضائع الأخرى، ومع فرض المزيد من القيود؛ خلق ذلك ارتفاعاً مستمراً في أسعار الشحن وخاصة البحري منه بما أنه يحتل الحصة الأكبر من حركة النقل، حيث ارتفعت أسعار الشحن البحري من وألى الصين إلى أضعاف مضاعفة. وفي هذا السياق، أجمع رواد صناعة النقل والشحن واللوجستيات، على أن تداعيات انتشار«كورونا» قد خلق ارتفاعات مستمرة في حركة الشحن والإمداد، وقد غير من شكل وخريطة التجارة العالمية، حيث بات من الضروري جداً التوجه نحو المنصات الرقمية والتجارة الإلكترونية تفادياً لمثل تلك القيود، وكانت حلاً مثالياً أمام الشركات للخروج من هذا المأزق. قيود وقال باسل الدباغ، المدير الإقليمي للخدمات اللوجستية لقطاع الكيماويات في شركة «أجيليتي»: في ظل الانتشار غير المسبوق لفيروس كورونا عبر العالم اتجهت الكثير من الحكومات في العالم والمنطقة لاتخاذ إجراءات صارمة للحد من فرصة انتشار الفيروس واحتوائه وتراوحت هذه الإجراءات بين الحظر الكلي للتجول وبين الحظر الجزئي والإبقاء على بعض المحال التجارية التي تقع خارج المراكز التجارية لتلافي التجمهر والاحتكاك بين الناس. ليصبح التسوق الإلكتروني الخيار الأنسب بالنسبة للمستهلكين للحصول على احتياجاتهم الضرورية ومستلزماتهم اليومية. وقد أشار الكثير من التقديرات إلى ارتفاع نسبة الأقبال على مواقع التسوق الإلكترونية خلال الشهرين الماضيين بشكل كبير. وتابع الدباغ: شكلت التجارة الإلكترونية منذ ما قبل انتشار جائحة كورونا وجهة مهامة للعديد من الشركات وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة بحيث ساعدها هذا الأسلوب الجديد على الوصول إلى أسواق جديدة لم يكن بمقدورها الوصول إليها من قبل نظراً للتكاليف الكبيرة التي سوف تترتب عليها في حال اتبعت الأسلوب التقليدي في التجارة. لقد شكلت التجارة الإلكترونية فرصة مهمة لقطاع الأعمال للنمو والوصول إلى أسواق جديدة. وتعمل شركات الشحن في وقت الأزمات، على إيجاد مصادر وطرق جديدة لضمان استمرارية تدفق السلع خاصة الأساسية منها. وهذه الإجراءات التي اتخذتها الإمارات بالإغلاق أو بتحديد حركة الشحن لن يكون لها أي تأثير في استمرارية وصول السلع الأساسية للمستهلكين. ارتفاع وأشار الدباغ إلى أن التأثير الأكبر الحالي هو على توفر الحاويات في جميع أنحاء العالم فقد أدى إلغاء العديد من السفن من وإلى الصين بسبب محدودية حجم الصادرات إلى تقليل الحاويات إلى حد كبير في جميع البلدان التي تربطها علاقات تجارية مع الصين. وهذه القيود المفروضة على حركة الشحن لابد أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن، إلى أكثر من 50% في بعض الأحيان. وأوضح الدباغ: تشهد الحركة البحرية في الشرق الأوسط مجموعة من التحديات، حيث أصبح من اللازم حجز الشحنات لمدة لا تقل عن أسبوعين، ولا يعني ذلك ضمان حجز المؤكد لنقل الحاويات في الوقت المحدد. إضافة إلى ذلك أعلنت معظم شركات النقل عن زيادة في الأسعار تتراوح بين 200 دولار - 350 دولارًا / للبضائع الجافة و 500 دولار - 1000 دولار / للمنتجات المبردة، كما ساهم النقص في الموظفين والإغلاق في بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية والكويت، بالتسبب في تباطؤ في العمليات، وجهات وعن أهم الوجهات التي تأثرت بتبعات وإجراءات منع انتشار«كورونا»عالميا، قال الدباغ: أوقفت دولة الإمارات العربية المتحدة جميع رحلات الركاب لمدة أسبوعين اعتباراً من 25 مارس، ولكن لا توجد أية قيود على حركة البضائع وتستمر طائرات الشحن في التحليق عبر منطقة الخليج، مع توقعات تسيير طائرات ركاب حاملة بضائع فقط ومن غير ركاب.. وعلى المستوى الجغرافي فتتمثل القيود على حركة الشحن والإمداد: من الهند والصين وكوريا الجنوبية: قيوداً كبيرة، ولكن حركة الشحن من بقية دول آسيا أفضل، أما على مستوى قارة أوروبا إلى الشرق الأوسط تتمثل بقيود على حركة الركاب ولكن قيد أقل على حركة الشحن. أما من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط فأيضاً هناك قيود كبيرة على حركة الركاب ولا تزال حركة شحن البضائع أفضل. ومن أمريكا اللاتينية هناك قيود خفيفة جداً على حركة الركاب والشحن أيضاً. مراقبة وقال الدباغ: الطلب على التجارة الإلكترونية بدأ ينمو قبل انتشار فيروس كورونا واليوم يزداد بشكل ملحوظ لأن هذه الطريقة تحد من الاحتكاك بين الناس، بهدف خفض فرصة انتشار الفيروس. المهم جداً الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة تتميز ببنية تحتية متطورة للتجارة الإلكترونية، وفي ظل هذه الأزمة غير المسبوقة، نقوم في«أجيليتي»بمراقبة الموقف بشكل مستمر عن طريق فريق الاستجابة السريعة بالشركة، حيث يقوم الفريق بمعالجة كافة المعلومات الداخلية والخارجية وتوفير التوجيه والمشورة لعملائنا. طلب متزايد وعن أهم المنتجات والبضائع طلباً في ظل هذه الظروف المتغيرة؛ قال الدباغ:: شهدنا زيادة كبيرة في الطلب على المنتجات الصحية (المستلزمات الطبية ومواد التنظيف) والمواد الغذائية والبقالة، مع انخفاض كبير في الطلب على مستلزمات السفر والأنشطة الخارجية، والترفيه، والهدايا، والسلع الكمالية، والملابس. دور محوري وقال برهان بن مينا الرئيس التنفيذي ل منصة«Shipa» للتوصيل: يعتبر قطاع الخدمات اللوجستية من القطاعات الحيوية وتزداد أهميته في أوقات الطوارئ. ونحن نرى انعكاسات ذلك فعلياً حيث نشهد زيادة كبيرة في الطلب على خدمات التسليم. ونعتقد أن دورنا كشركة رئيسية في القطاع اللوجستي مهم جداً خلال هذه الأوقات. فشركات التوصيل تلعب دوراً حيوياً لتعزيز أمن وراحة الأفراد وتعتبر حلقة الوصل بينهم وبين البائعين وتدعم من وجودهم في المنازل والحد من ازدحامهم في الأماكن العامة ومن ثم تقليل فرص انتشار فيروس كورونا المستجد. متغيرات وتابع بن مينا: وضع القطاع في تغيير دائم، ونحن مدينون لعملائنا بالتكيف السريع مع هذا الوضع الجديد وتبني التغييرات التي تمكنا من خدمتهم على أكمل وجه. وهذا الوضع الجديد ليس فقط في الإمارات ولكن في مختلف البلدان التي نعمل بها. ونحن نبقي عملاءنا على إطلاع دائم بتداعيات انتشار فيروس كورونا في المجتمعات المختلفة وتأثيره في سير البضائع وذلك من خلال بوابة إلكترونية مخصصة لهذا الغرض ونهدف من خلال هذه المبادرة لمساعدة عملائنا ممن يعملون في مجال التجارة الإلكترونية على التنبؤ والتخطيط مسبقاً ابتداء من تحديد المصادر وانتهاءً بالميل الأخير. تحول وأوضح ابن مينا: لقد حول انتشار الفيروس التركيز عن تجارة التجزئة التقليدية إلى أعمال التجارة الإلكترونية، وذلك بعد إغلاق محال التجزئة في كثير من بلدان المنطقة. وبالطبع يعتبر ذلك فرصة لشركات التجارة الإلكترونية لتثبت مقدرتها على خدمة وتلبية عملائها والوفاء بمتطلباتهم. الجميع يواجه نفس التحديات في كافة مراحل سلسلة الإمدادات من المصدر وحتى الميل الأخير. ونحن في هذا القطاع مهتمون بتلبية الاحتياجات المتزايدة للمستهلكين في ظل هذه الظروف. ومن منظور خدمات التوصيل للميل الأخير هناك العديد من الابتكارات التي تساعد على الحد من فرص انتشار الفيروس وحماية العملاء والعاملين في الشركة، ومن بين هذه المبادرات المبتكرة عمليات تسليم منتجات معقمة من دون تلامس واتصال مباشر مع طاقم التوصيل، ولتحقيق ذلك قمنا بتمكين العملاء النهائيين من الدفع وتسجيل عمليات التسليم الخاصة بهم على أجهزتهم الخاصة دون وجود أية تفاعل مباشر مع السائقين. أولويات وأشاربن مينا إلى أننا قد شهدنا خلال الآونة الأخيرة من عمر هذه الأزمة ازديداً في الطلب بالدرجة الأولى على المنتجات الصحية وأدوات التعقيم وتأتي المنتجات الغذائية في الدرجة الثانية ثم المنتجات المنزلية وبشكل أقل الأكسسوارات والإلكترونيات ثم منتجات الاتصالات.
مشاركة :