يعد الليثيوم من العناصر الأساسية في صناعة بطاريات عدد كبير من الأجهزة، مثل الهواتف النقالة والحواسيب المحمولة، إلا أن الاستخدام الأكبر لهذا العنصر يتم توجيهه إلى صناعة بطاريات السيارات الكهربائية التي باتت تواجه أزمتين جديدتين، تتعلق الأولى بالارتفاع الجنوني في أسعار الليثيوم. والثانية تتمثل في ارتفاع الطلب بشكل كبير من قبل المصنعين في ظل نقص المعروض منه عالمياً، مع توقعات كبيرة من قبل المنتجين بأن تستمر هذه المشكلة حتى عام 2030. وكشفت بيانات «آسيان ميتال»، أن أسعار الليثيوم عالمياً قفزت بشكل جنوني، إذ وصل سعر الطن إلى 71 ألفاً و315 دولاراً حسب أسعار أواخر 2022، ما يعني أن هذا السعر يعد 3 أضعاف ما كان عليه العام الماضي وأعلى 1150 % مقارنة بأدنى مستوى سجله في 2020. ويتوقع الموردون العالميون أن تستمر مسيرة صعود أسعار الليثيوم، وأن المواد الخام سوف تظل عقبة لصناعة السيارات الكهربائية، كما توقعوا تزايد الطلب العقد المقبل في وقت تواجه الشركات الكبرى في صناعة السيارات أزمة بسبب محاولاتها توفير كميات تسمح لها بإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتطويرها. وأشارت البيانات إلى أن سوق بطاريات الليثيوم يقدر بـ90 مليار دولار، وسوف يواصل نموه إلى أن يصل إلى 100 مليار دولار 2025. وقُدر حجم سوق الليثيوم بـ280 مليون طن متري حول العالم عام 2020، ومن المتوقع أن يسجل السوق نمواً سنوياً مركباً يزيد على 10 % في فترة التوقعات حتى 2026. وكذلك توقعت البيانات أن يكون أكبر منتجي خلايا بطاريات الليثيوم على أساس الطاقة الإنتاجية، ممثلاً في شركات «تسلا»، و«إل جي تشيم» الكورية، كما يتوقع أن تقود ألمانيا والصين واليابان وفرنسا الدول المنتجة للسيارات الكهربائية. أما على صعيد الدول، يبرز اسم صربيا التي يتوقع لها أن تصبح خلال السنوات المقبلة منتج الليثيوم الأوروبي الأول. وفي ظل هذه الأجواء المملوءة بالتحديات، بدأت شركات عالمية في صناعة السيارات، مثل «ستيلانتيس»، التي تضم تحت مظلتها نحو 11 علامة تجارية، و«بي إم دبليو»، الاستثمار في شركات الليثيوم الناشئة. كما أعلنت «جنرال موتورز» أنها قد تدفع لشركة «ليفينت»، وهي أحد منتجي المعدن النفيس، نحو 200 مليون دولار مقدماً، لتوفير المواد الخام اللازمة لصناعة بطاريات سياراتها الكهربائية. وقال كينت ماسترز، الرئيس التنفيذي لشركة «ألبيمارل»، وهي أكبر منتجي الليثيوم المتداول، إن السوق سوف يظل في حالة من التوتر وعدم الاستقرار، بغض النظر عن الجهود المبذولة لإنتاج المزيد من هذا المعدن النفيس، موضحاً أن المشكلة التي تواجهها هذه التجارة المدة الزمنية الطويلة حتى يستقر السوق. ولفت في هذا الصدد إلى أن شركات الليثيوم قدّمت إنتاجاً أقل بنسبة 25 % مما تعهدت به في أحد الأعوام، بسبب التأخيرات المستمرة والحوادث الفنية، موضحاً أن عمليات تعدين مادة الليثيوم تستغرق بين 6 و19 عاماً من دراسة الجدوى الأولية إلى التصنيع الدقيق، وهي مدة تتجاوز أياً من العلوم التطبيقية المعنية بالبطاريات الكهربائية. وقال توني أوتافيانو، الرئيس التنفيذي في شركة تعدين الليثيوم «لايونتاون ريسورسز» الأسترالية: يدرك العملاء أن الإمدادات الجديدة صعبة للغاية، وفي الوقت الحالي، يأمل المنتجون المعتمدون على المعدن الحصول على بعض الراحة في وقت لاحق من العام الجاري من الموجة الحالية لارتفاع الأسعار. وقالت جيسي كاي، نائبة الرئيس في «إيف موتور»، وهي وحدة من شركة «إيف إنرجي» الصينية لصناعة البطاريات: إذا أمكن تنفيذ خطط السعة الإنتاجية من قبل شركات المنبع في الموعد المحدد، فإن أسعار المواد الخام والبطاريات سوف تظل ثابتة، وإلا فإنها يمكن أن ترتفع أكثر. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :