قالت وزارة الخارجية الأميركية إن هيلاري كلينتون لم تسلم الوزارة 15 رسالة على الأقل من بريدها الإلكتروني الشخصي ترجع إلى الفترة التي كانت فيها وزيرة للخارجية، وهو ما يقوض زعمها بأن الرسائل التي قدمتها وعددها 30 ألف رسالة هي السجل الكامل. وعلمت وزارة الخارجية أن سجل البريد الإلكتروني ليس كاملا بعدما تلقى مشرعون أميركيون يحققون في الهجوم الذي شن في 2012 على البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي بليبيا بضع رسائل لم يكشف النقاب عنها في السابق من سيدني بلومنثال وهو صديق قديم ومستشار غير رسمي لكلينتون. وقال مسؤول بوزارة الخارجية في رسالة بالبريد الإلكتروني مساء أول من أمس «يوجد عدد محدود من 15 حالة لم نتمكن من تحديد كل محتواها أو أجزاء منه. موضوع تلك الرسائل الخمس عشرة غير مرتبط بهجمات 2012 في بنغازي». يذكر أن غالبية العاملين الحكوميين مطالبون باستخدام البريد الإلكتروني الحكومي، وتعرضت كلينتون لانتقادات بأنها انتهكت قواعد حفظ السجلات والشفافية باستخدامها بريدها الشخصي في عملها عندما كانت وزيرة للخارجية. وقال تري غودي العضو الجمهوري بمجلس النواب ورئيس اللجنة التي تحقق في هجوم بنغازي أن السجل غير الكامل للبريد الإلكتروني لكلينتون «يثير تساؤلات جدية». وأضاف قائلا في بيان «هذا له آثار تتجاوز هجوم بنغازي بليبيا وعمل لجنتنا. هذا يظهر بصورة قاطعة أن إدارتها للبريد الإلكتروني بنفسها وهو ما دقق فيه محاموها فيما بعد نتج عنه سجل عام غير كامل». بدوره، قال بلومنثال إنه قدم إلى لجنة غودي في الكونغرس كل الوثائق التي كتبها حول ليبيا. وأضاف: «إذا كان هناك لغط حول محتويات، أو عدد، أو حفظ، أو عدم حفظ، وثائق بنغازي، فقد قدمت كل ما عندي عن هذا الموضوع». وكان غودي انتقد بلومنثال للمعلومات التي قدمها إلى كلينتون حول الهجوم على بنغازي. كما انتقد كلينتون لأنها أخفت بعض رسائل بلومنثال. وأمس، نفى نيك ميريل، المتحدث باسم حملة كلينتون لانتخابات الرئاسة المقبلة، مجددًا تورط كلينتون في أي تلاعب بوثائق الخارجية، بما في ذلك وثائق الهجوم على بنغازي. وقال ميريل في بيان «قدمت الوزيرة كل ما عندها. قدمت أكثر من 55000 وثيقة من وثائق وزارة الخارجية عندما كانت وزيرة هناك، بما في ذلك الرسائل من السيد بلومنثال». قبل شهرين، استدعت لجنة غودي الكونغرس بلومنثال، بعد أن نشرت مصادر تابعة للحزب الجمهوري بأن كلينتون كانت لديها معلومات مسبقة بشأن الهجوم، وأن بلومنثال له صلة بهذه المعلومات. وحينها، قالت وكالة «أسوشييتد برس» الإخبارية بأن لجنة غودي عندها «عدد من الأسئلة» تريد أن تسألها لبلومنثال، منها خطابات عن هجوم بنغازي أرسلها إلى كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية، بينما لم يكن هو موظفا في الخارجية، ومنها مقالة رأي كتبها ودافع فيه عن كلينتون. وأيضا، تبرعات أرسلها إلى مؤسسة كلينتون الخيرية. يذكر أن رسائل بلومنثال عن هجوم بنغازي كانت أثارت العام الماضي ضجة عندما كشفها موقع «هاكرز» (قرصان الإنترنت). وتضمنت الرسائل تقارير استخباراتية عن الهجوم، مما يدل على أن بلومنثال كانت لديه معلومات عن الهجوم لم تكن متوفرة لأعضاء الكونغرس في ذلك الوقت. في وقت لاحق، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» رسائل من البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون. وتوجد في بعض الرسائل إشارات إلى تقارير استخباراتية إلى مساعدين لها في وزارة الخارجية، كان بلومنثال واحدا منهم. وقالت الصحيفة بأن هذه الرسائل جزء من أكثر من 300 رسالة عن ليبيا سلمتها، قبل شهور قليلة، الخارجية الأميركية إلى لجنة غودي. وهي ليست الرسائل التي يعتقد أنها في مجموعة وثائق الخارجية الأميركية التي وضعتها كلينتون في حسابها الخاص في الإنترنت، والتي يدور جدل حولها في الوقت الحاضر لأن كلينتون قالت: إنها مسحت بعض الوثائق في بريدها الخاص لأنها كانت عن مواضيع شخصية وعائلية. في نفس الوقت، انتقد أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس تحقيقات غودي. ووصفوه بأنه «هجوم سياسي» على المرشَّحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة المقبلة.
مشاركة :