لقد جاء الاجتماع الأول لرؤساء أركان التحالف الإسلامي العسكري والذي احتضنته الرياض (بيت العرب) موحداً في رؤاه لبناء إستراتيجية مشتركة لمحاربة آفة الإرهاب وقواه التي تعيث في الأرض فساداً وسفكاً للدماء في جميع أنحاء العالم. أهمية الوقوف صفاً واحداً من جميع دول التحالف ضد هؤلاء وبجميع الوسائل المتاحة لكل دولة من دوله سواء بعملية أو برنامج أو معلومة لهو يصب في مصلحة هذه الدول لتصل إلى ما تريد وتحقق مبتغاها. فالمواجهة الحقيقية مع التنظيمات الإرهابية مستقبلاً هو عبر مثل هذه التكتلات والتحالفات الكبرى التي بلا شك سوف ترسل الإشارات الإيجابية بسرعة تفوق الوصف إلى مركز التحكم والسيطرة الذي سوف يكون له قصب السبق في تضييق الخناق على امتداد الإرهاب وعلى خياراته المتاحة داخلياً وخارجياً والتي لن تكون مفتوحة بأي حال من الأحوال وعلى أكثر من جبهة، فمحاربة الإرهاب تحتاج إلى مثل هذه الأفعال الحقيقية والشاملة وليس الأقوال والكلمات المنمقة التي تدخل إلى القلب بسلاسة دون فاعلية تذكر. إن المقاربة الإعلامية الهامة لمحاصرة ذلك الفكر وتغلغله في المجتمعات هي جزء من المقاربات الأخرى التي لها ذات الأهمية، من أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية، فحث وسائل الإعلام على تخصيص برامج بمختلف اللغات واللهجات وعلى مختلف الدعامات سواء الإلكترونية أو الورقية أو السمعية أو البصرية هي أيضاً مقاربة لهذه الظاهرة. وبلا شك أن التحالف ضد الإرهاب والإرهابيين مهما كانت تكاليفه تعتبر باهظة الثمن، فالأمن والاستقرار ركيزتان أساسيتان لكل مجتمع من أجل تحقيق التقدم والرخاء. لقد دق ناقوس الخطر في بيئات الإرهاب الحاضنة له بهذا التحالف المبارك الأول من نوعه حجماً وتمثيلا وتنظيماً، وأصبح هؤلاء الإرهابيون أمام مأزق وفي مصيبة حلت عليهم وسوف يحل عليهم المزيد منها مستقبلاً، فيصبح طريقهم نحو الإرهاب والتطرف مليئاً بالصعاب وأكثر وعورة عندما يتم تجفيف منابع الدعم والتمويل وتسليط الضوء عليهم بقاعدة بيانات استخبارية إسلامية وعربية موحدة وفضح أعمالهم غير الإنسانية ومدى خطورتها عبر قنوات الإعلام الجديد المشترك بين هذه الدول. أما تجنيد الشباب والتغرير بهم وتحريضهم على الذهاب إلى مواقع الاضطرابات والأزمات الذي كانوا يسلكونه لن يجدوا إلى هذا الطريق سبيلاً، إلا الأشخاص المضطربين نفسياً أو الذين فقدوا بوصلة حياتهم السعيدة فضلوا طريقهم إلى هذه التنظيمات كرهاً لا طوعاً. فالتعاليم الربانية التي أنزلت في محكم الكتاب العزيز وسنة النبي عليه الصلاة والسلام هي النجاة في الدنيا والفوز في الآخرة. إن المملكة عندما تحتضن هذا التحالف الإسلامي وتعلن عن باكورة أعماله تهدف إلى عدم المساس بالدين الإسلامي الحنيف، والدفاع عنه من شبهة الإرهاب التي يوصم بها المسلمون جميعاً في الآونة الأخيرة، ولتؤكد على محاربة هذه الظاهرة مع هذه الدول لتنفيذ الإستراتيجية المرسومة على عدة محاور عسكرية وفكرية وإعلامية ومالية والتي تندرج ضمن المواثيق الدولية وتحت مظلة شرعية تملك زمام المبادرة لحماية المجتمعات وحفظ الأعراض وصون أمن الوطن والمواطن.
مشاركة :