سحر الشيمي “قافلة الأوّابين ..!”

  • 5/13/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

Sahar.Alshimi @sahar_shimi بينما نحن نسير في طرق الحياة لابدأن نتعثر ونخطيء، فهذا منهج البشر ومن فطرته وتركيبه الناقص الذي يحاول الوصول للكمال ولن يبلغه لأنه انسان . كما في حديث” كل بني آدم خطاء, وخير الخطّائين التوابون”. نخطيء بحق خالقنا ، وحق أنفسنا، وحق الناس من حولنا …نبعد كثيرا ولمسافات مختلفة عن نفسنا ، عن خالقنا ، عن أحبائنا ومن له حق علينا ، و قد نعود اليهم بالحنين والأسف منكسرين اذا كان الخطأ منا وقد لا نعود .!؟ اذا انتهت الحياة بنا…ولكن كم مرة نرجع عن الخطأ بالاعتذار ونعيده ونكرره ؟!. ومن يقبل منا العودة والرجوع اليه مرارا بنفس الخطأ او خطأ مختلف ؟!.. وجدت الجواب لذلك بالتأمل في قوله تعالى : ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) “٤٤ ص” من الأوّاب ؟ولماذا استحق مدح الله له بقوله نعم العبد ؟!.. ورد معناه في كتب التفسير ان الأوّاب :كثير الرجوع إلى اللّه، في مطالبه الدينية والدنيوية، كثير الذكر لربه والدعاء، والمحبة والتأله. وذكر ابن منظور أنّ له سبع معاني رائعة وهم :الراحم، المسبِّح، التائب، الذي يذنب ويتوب، المطيع، الرجَّاع إلى التوبة والطاعة، الذي يذنب ويستغفر ربه. واجمع المعاني : أنّه: رجّاع ( كثير الرجوع الى ربه ) فكلما بعد عنه بذنب أومعصية أو تقصير عاد ورجع اليه كثيرا ..لنتدبر ونتأمل قليلا في قصة أيوب عليه السلام الذي ضرب أروع مثل للصبر في الحياة منذ أقدم العصور الى الآن ، وكل قصة فيها حكمة ولنا فيها عبرة ، ومن الأنبياء قدوة ، كان أيوب – عليه السلام أحد الأغنياء من الأنبياء قبل البلاء ،وقد ابتلي بذهاب ماله وولده وعظيم الداء في جسده ،حتى نفوه قومه وأبعدوه خوفا من العدوى ومع ذلك صبر وتعبد الله بالصبر والشكر وعدم الجزع .حتى ضاقت به كل الأسباب فدعى ربه ( أني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ) فعجل له الله بالإجابة وأعطاه المال والولد والصحة ، لأنه أوّاب فهو نعم العبد عند الله. وكذلك الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه صبروا على ما بهم وامتحنوا وفتنوا.ولكنهم رجعو الى ربهم وصبرو . وقد ورد ذكر أوّاب في عدة مواضع من القران بصفة الفرد عند مدح الأنبياء منهم ، داوود وسليمان وايوب عليهم السلام . وذكر بلفظ أوابين في سورة الاسراء في قوله تعالى : ( رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا) :من صفات الأوّابين في الإحسان بالوالدين والبر بهما – أى : قاصدين الصلاح والبر بهما ، والرجوع عما فرط منكم فى حقهما أو فى حق غيرهما ، فجزاء الله لهم الغفران والقبول. هذا فيما بين العبد ورجوعه لربه . ولكن كيف الرجوع بين الناس بالاعتذار والمسامحة ؟! نجد القليل من البشر يسامح ويعفو عن زلل خصيمه ، وان كان جدا متسامحا يقبل رجوعه مرة او مرتين والمرة الثالثة لا يمكن الرجوع !. ولكن الله حبيب التائبين يقبل الراجعين اليه وان تكرر خطأهم و زادت زلاتهم وهفواتهم ، لأنه خالقهم وهو اعلم بقلوبهم وأنفسهم وهو أحنّ على عبده من الأم على وليدها ، فلنعد الى ذلك الرحمن الرحيم الذي ان فرّ وبعد عنا الجميع ، فهو الباقي الجواد الكريم لا مفر ولا منجا ولا ملجأ الا اليه ، قد يراودنا سؤال : هذا حال الأنبياء والصالحين انهم أوّابين ، فهل لنا ان نكون مثلهم ؟! نعم وقد وعدنا الله في كتابه انه كان للأوابين غفورا ، وان قصص الأنبياء لنا فيها ذكرى العابدين ، ففروا الى الله وما احوجنا لذلك في وقتنا الحالي ولنتحلى بالصبر والشكر والإحسان ونكثر من الرجوع لله لنلحق بقافلة الأوابين ، وليس للأوابين جزاء الا الجنة جعلنا الله واياكم منهم . همسة أخيرة : يا من عدا ثم اعتدى ثم أقترف ثم انتهى ثم استحى ثم اعترف أبشر بقول الله في آياته إِن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف.

مشاركة :