مقالة خاصة: روحانيات شهر رمضان لا تنقطع في غزة رغم إغلاق المساجد

  • 5/13/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 12 مايو 2020 (شينخوا) تغيرت طقوس شهر رمضان بالنسبة لسكان قطاع غزة هذا العام مع إغلاق المساجد بفعل التدابير الاحترازية لمنع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 9)، لكن روحانيات الشهر الفضيل لم تنقطع. ويبرز من ذلك أداء صلاة التراويح المعتاد أدائها لدى المسلمين في صلاة جماعة في المساجد داخل المنازل التي تحولت كذلك إلى مراكز لتحفيظ القرآن الكريم. فصلاة التراويح تحولت إلى وقت للعبادة واجتماع عائلي مميز لأسرة أشرف أخزيق من شمال غزة، بحيث يجمع عائلته نساء وأطفالا في جدولة يومية حتى لا يفوتهم طقوس شهر رمضان. ويقول أخزيق لوكالة أنباء (شينخوا) "طوال سنوات حياتنا اعتدنا على صلاة الجماعة في المساجد خصوصا في شهر رمضان، لكننا اضطررنا إلى تغيير عاداتنا هذا العام بسبب مرض كورونا". ويضيف أن "مشهد الصلاة قسرا داخل المنازل يذكرنا بأوقات التصعيد وحروب إسرائيل السابقة على غزة وهذا يعني حزنا مضاعفا لنا على فراق الصلاة في المساجد وتذكير لنا بأوقات صعبة عشناها سابقا". وشنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة في الفترة منذ عام 2008 إلى عام 2014، فضلا عن عدد كبير من جولات التوتر المتقطعة مع الفصائل الفلسطينية. وأغلقت سلطات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، المساجد ضمن حالة الطوارئ المستمرة في الأراضي الفلسطينية منذ مارس الماضي ضمن تدابير منع تفشي مرض كورونا. ومع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان يزداد في غزة افتقاد أداء صلوات الجماعة في المساجد وسط آمال بإعادة فتحها قريبا. وتعد العشر الأواخر من شهر رمضان أكثر المناسبات لارتياد المساجد سنويا في القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، وذلك بنية الاعتكاف طوال الليل لأداء الصلاة والتهجد وتلاوة القرآن وهي طقوس غابت هذا العام. ويواظب الشيخ الكفيف محمود الحلاق على رفع الآذان للناس في الصلاة لكن ليس للقدوم للمسجد مع استمرار تعليق صلاة الجماعة في المساجد منذ عدة أسابيع بسبب مرض فيروس كورونا الجديد. ويقول الحلاق في الأربعينات من عمره لـ (شينخوا)، إن غياب المصلين عن المساجد مبعث حزن شديد له بعد أن اعتاد طوال حياته على الشعور بهم من حوله كونه فاقدا للبصر. ويشير الحلاق إلى أنه اعتاد على الخطبة بالمصلين من على المنبر في كل صلاة جمعة إلى جانب إلقاء الندوات في ليالي الاعتكاف في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان وهي أمور افتقدها هذا العام. ويضيف أنه أصبح يشعر وكأن كل صلاة يوم جمعة بمثابة عزاء عام حزنا على خلو المساجد من المصلين وافتقاد طقوس ليالي الاعتكاف بما تتضمنه من فقرات روحانية مميزة. ولا يبدو القارئ الكفيف فادي الدالي أفضل حالا في زمن منع فيه مرض كورونا السكان من أداء شعائرهم الدينية وممارساتهم الرمضانية داخل المساجد. ويقول الدالي لـ (شينخوا)، إن هذا أول عام منذ عقدين من الزمن تقريبا لا يتنقل فيه بين مساجد قطاع غزة كي يؤم المصلين بعد أن كان ذلك يخفف من عزلته الاجتماعية بسبب فقدانه البصر منذ طفولته. ويضيف الدالي بنبرات حزينة "شهر رمضان لهذا العام بالنسبة لنا لا يختلف عن شهور السنة العادية إلا بالصيام فقط بسبب خلو المساجد من المصلين وافتقاد ليالي الاعتكاف الجماعية". ويشير إلى أن احتشاد المصلين في المساجد للاعتكاف طوال ليالي العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان "كانت تبعث في النفوس السعادة والارتياح وتكاد تجعل الأعمى بصيرا وهو أمر نفتقده هذا العام". وأوصدت مساجد قطاع غزة التي يقدر إجمالي عددها بنحو 1100 مسجد أبوابها أمام المصلين في شهر رمضان خشية خطر تفشي مرض فيروس كورونا الجديد لكن ما زال هناك صوت يصدح منها دعاء إلى الله أن ينجي البشرية من المرض. وفيما تفتقد المساجد الصائمين لأداء الصلوات الجماعية بسبب إجراءات الوقاية، يعمد سكان قطاع غزة إلى إقامة الشعائر الدينية داخل منازلهم بما في ذلك متابعة دروس حفظ القرآن الكريم عبر الانترنت. وتجهز أريج عريف وشقيقتها أسيل نفسيهما لدرس تحفيظ القرآن الكريم دون عوائق أمام الحفظ حتى في ظل إغلاق المساجد وذلك داخل غرف نومهما وعبر الحفظ التفاعلي من خلال أجهزة الهاتف المحمول. وتقول أسيل (18 عاما) لـ (شينخوا)، إنهن اضطررن إلى متابعة حفظ أجزاء القرآن داخل المنازل بعد إغلاق المساجد من أجل تفادي الانقطاع واحتمال ونسيان ما تم حفظه على أمل أن يكون ذلك لفترة مؤقتة. وعلى الناحية الأخرى تعمل محفظات القرآن الكريم على تقييم الطالبات من خلال السماع لتلاوتهن، مؤكدات أن لا شيء يعوض أجواء التحفيظ داخل المساجد. وعن ذلك تقول محفظة القرآن شيماء الزميلي لـ (شينخوا)، إن أجواء وروحانيات المساجد ومراكز التحفيظ لا شيء يغني عنها "لكننا مضطرون لمتابعة التحفيظ من داخل المنازل عبر الإنترنت". وتضيف أن المأمول أن تعود المساجد لاستقبال المصلين في أقرب وقت وتعود الحياة إلى طبيعتها./نهاية الخبر/

مشاركة :