تمضي أيام هذا الشهر الفضيل، ويبدأ العد التنازلي لها، فهل تمكنت من استثمار وقتك فيه؟ أم مازلت تؤجل وتغفل ويغلبك الكسل! ذكرت الاختصاصية الاجتماعية هيفاء عبدالعزيز الصقعبي أن ما يسمى بالروتين اليومي من شأنه أن يدمر علاقة الإنسان بذاته وبمن حوله، وقالت: "في ظل الظروف الراهنة يجب أن يبتعد الإنسان عن الكسل والخمول، خاصة أن شهر الخير تطغى لياليه وأيامه بالروحانية، ومع جائحة كورونا أصبح لدى البعض وقت فراغ طويل، البعض يقضيه بالمشاجرة مع الأبناء أو الزوجة والبعض الآخر مع الأصدقاء وتدمير العلاقات الاجتماعية، متناسياً تقديم الخدمات التي من شأنها رفع المستوى لذاته وكسب خبرات تضاف إلى رصيده المعرفي، ولعلنا جميعاً رأينا عدداً كبيراً من اللقاءات والدورات المقدمة منذ بداية هذا الشهر الفضيل وحتى يومنا هذا، والتي أتيحت للجميع بشكل مجاني ومرن، تخصصات مختلفة وبحر من المعلومات المقدمة لأفراد المجتمع، والتي بحمدالله لاقت صدى رائعاً بل وتمكنت من كشف مواهب البعض المدفونة! وهذا يؤكد على أن هناك عدداً كبيراً وشريحة لا يستهان بها تبحث عن التطور والمعرفة، ولكن ما يؤسفنا اليوم هو غض البصر عن الأهداف والطموحات وإدخال باب الوساوس والتكاسل، الإسراع في تدمير النفس والتركيز على فقدان الأهل ولقاءات الأحبة، شهر رمضان يجب استغلاله بالطاعات والتقرب إلى الله، ولعل كورونا يساعدنا على اكتشاف شغف النفس وإبداعها، فلماذا لا نستثمر أوقاتنا بالعلم والمعرفة ومعالجة النفس من ترسبات الماضي، فلنجعل رمضان مختلفاً بشكل إيجابي وليبقى رمضاننا مطهراً لقلوبنا كاشفاً لطموحاتنا، محققاً لرغباتنا وليبقى الأمل وحسن تدبير الوقت شعارنا، فلا تجعل لحظة من يومك تعبر دون فائدة ولا تجعل رمضان ينتهي وأنت مازلت عالقاً في دوامة الكسل والاكتئاب.
مشاركة :