تعليق: يا سيد بومبيو--- ما ردكم إذا قلنا عنكم بأنكم شخص متواطئ مع فيروس كوفيد-19؟

  • 5/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في أبريل 2019، تحدث بومبيو عن الكيفية التي دربت بها وكالة المخابرات المركزية عملاءها خلال خطاب ألقاه في جامعة تكساس أي أند إم: نحن نكذب ونغش ونسرق ولدينا دورة تدريبية كاملة.... أودى الطاعون بحياة ثلث الأوروبيين في العصور الوسطى. لقد أوضحت الدراسات التاريخية بأن الناس يفعلون شيئين خلال ذروة تفشي الوباء حينها، أحدهما هو الرقص مع الآخرين بشكل جنوني وثانيهما إدانة اليهود بسبب إحضارهم للوباء. يبدو اليوم أن هذا الوضع قد عاد من جديد، لكن السياسيين الأمريكيين غيروا تكتيكاتهم هذه المرة ووجهوا هجومهم نحو الشعب الصيني. في الآونة الأخيرة، أصبحت النظرية القائلة بأن "الصين تسرق اللقاحات الأمريكية" منتجا زائفا ورديئا تنتجه مصانع الشائعات الأمريكية مرة أخرى. وكما قال هيغل "الدرس الوحيد الذي تعلمته البشرية من التاريخ هو أنها لا تستطيع تعلم أي شيء من التاريخ". إن مكافحة الوباء بمثابة مرآة كاشفة للشياطين، فهي تزيل الوجه الشرير والقبيح لبعض السياسيين الأمريكيين حول تسييسهم لقضايا الصحة العامة العالمية. من أجل الفوز في انتخابات هذا العام والتهرب من المسؤولية حول فشلهم في إدارة الأزمة، استخدم هؤلاء الساسة الكذب والخداع والسرقة لإنشاء مصنع للشائعات وذلك باستخدام إيقاع الإنتاج الصناعي لتلفيق سلسلة من الأكاذيب ضد الصين ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من الكيانات. لكن فيما يتعلق بمواجهتهم للوباء الذي يفتك بالشعب الأمريكي فليس لديهم خيار آخر سوى التظاهر بالاسترخاء والتثاقل. لقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس مرات عديدة إلى أن التهديد الأكبر والعدو المشترك الذي يواجه العالم ليست الفيروسات، بل الخوف والشائعات ووصم الآخرين. يرتبط التعاون الفعال من جانب المجتمع الدولي ارتباطا وثيقا بالمكافحة المشتركة للوباء وبرفاهية الإنسان. يتجاهل بومبيو وغيره من السياسيين الأمريكيين الأداء الضعيف للخط الأساسي للأخلاق مما يؤخر مكافحة بلادهم للوباء ويقوض التعاون الدولي ويسمم العلاقات الصينية الأمريكية، وهذه هي مصيبة الشعب الأمريكي وشعوب العالم. كتب الدكتور كيسنجر مؤخرا "بأن العالم بعد الوباء لن يعود كما كان مطلقا". لقد أصبح السياسيون الأمريكيون أكبر متغير يؤثر على وحدة العالم وتعاونه وتنميته المشتركة. لقد أثبت الوباء مرة أخرى بأن المجتمع البشري هو مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. وحتى تتم السيطرة على الوباء في جميع البلدان بشكل فعال، لا يمكن لأي بلد أن يدعي بأنه آمن. وكما نشر الخبراء والعلماء الصينيون والأمريكيون في مجال الصحة العامة في الرسالة المفتوحة لصحيفة نيويورك تايمز، فقد حان الوقت لإجراء تبادلات علمية عابرة للحدود على أساس الاحترام المتبادل وليس لنشر نظريات المؤامرة أو نشر الشائعات عن أصل الفيروس. إن الفيروس هو العدو المشترك الوحيد للبشرية في هذه الحرب التي تشنها. وكلما أخفى السياسيون الأمريكيون أخطاءهم، وكلما ألقوا اللوم على الصين، كلما كان من الصعب تشكيل جبهة عالمية موحدة ضد الوباء. لقد بدأت "حرب افتعال المشاكل" الأمريكية قبل زوال الوباء. وقد استخدموا بند " تحميل مسؤولية الحرب" المذكور في معاهدة فرساي للتغطية على فشلهم وإضعاف موضوع مكافحة الوباء، حتى أن الوقاحة وصلت بهم إلى طلب تعويض من الصين ورفع القضية إلى المستوى الدبلوماسي وهذا من دون أدنى شك باطل يُراد به حق وصيد في المياه العكرة. في مواجهة الحاجة الملحة للتعاون في مكافحة هذا الوباء، لا تواجه البلدان في جميع أنحاء العالم خيار الوقوف بين الصين والولايات المتحدة، وإنما تواجه خيار الوقوف بين الحقيقة والأكاذيب، بين والتعاون والتسلط، وبين والتعددية والأحادية. وهذا يحدد فعالية الكفاح العالمي ضد الأوبئة وحياة الآلاف من الناس ومستقبل المجتمع الدولي. في مواجهة عدو مشترك مثل هذا الفيروس، إذا تخليت عن الوحدة والتعاون فهو بمثابة رد الجميل للعدو، فأنت لا تستطيع حماية نفسك فحسب، بل تحول هذا العدو إلى شريك لك. بومبيو وغيره من السياسيين يفتعلون المشاكل في سبيل مصلحتهم الخاصة، وتصرفهم هذا يعتبر تواطئا مع الفيروس. وقد قال أكاديمي أمريكي إنه عندما واجهت الولايات المتحدة "أكبر أزمة للصحة العامة" في هذه الفترة، تحمّل الشعب الأمريكي هذا الوزير" الغير مناسب والذي لا يصلح لتعزيز إجراءات مكافحة الوباء العالمي". هذه هي مأساة الشعب الأمريكي ومصيبة الحضارة السياسية. لذلك يا سيد بومبيو، سنطلق عليك صفة "المتواطئ مع الفيروس"، فهل تجرؤ على الرد؟

مشاركة :