الدكتور القس جورج شاكر يكتب: العالم كله يقول يارب

  • 5/14/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قدمت "اللجنة العليا للأخّوة الإنسانية" التى تأسست العام الماضى بدولة الإمارات الشقيق والتى قام بالتوقيع على وثيقتها صاحب الفضل والفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وبرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى أبوظبى ... قدمت الدعوة للعالم أجمع، لتتحد كل شعوب الدنيا في كل بقاع الأرض، من كافة الأديان بكل لغات العالم لترفع أكف الضراعة يوم 14مايو 2020 لينقذ الله برحمته الواسعة البشرية جمعاء من جائحة فيروس كورونا، ويحفظها ويحميها من هجوم هذا الوباء الشرس اللعين الغير مرئى، الذى يهدد الإنسان أينما كان.وقد لاقت هذه الدعوة ترحيباً كبيراً وتجاوباً عظيماً من العديد من رؤساء وقادة العالم، وتفاعلاً رائعاً من الكثير من المؤسسات الدينية، والمنظمات الدولية والإقليمية، والهيئات الإجتماعية، وإقبالاً شعبياً جارفاً فوق الخيال، فكل إنسان شوق قلبه وحلم حياته أن يرفع الله هذا الوباء من على الأرض، وأن ينقذ الله العالم أجمع من الآثار السلبية على النواحى الصحية والإقتصادية والإجتماعية الناجمة عن هذا الوباء الخطير. والحقيقة أنه ليس لنا ملجأ نلوذ به في مثل هذه الأزمات إلا الصلاة، فهى بمثابة الميناء الآمن الذى ترسو عنده النفس البشرية في سلام تام، مهما كانت أمواج بحر الحياة هائجة ومائجة، وعواصف الزمن هادرة وصاخبة.نعم! وسط آلام الزمان ومخاوف الحياة عندما نلتجىء إلى الله في الصلاة نجد أن متاعبنا ومخاوفنا الكبيرة هى صغيرة جداً أمام قدرة وعظمة الله ... ومتاعبنا ومخاوفنا الصغيرة هى كبيرة جداً أمام محبة ورحمة الله. أجل! على الإنسان في صلاته أن يُغمض عينيه عن ضعفه وعن الظروف المزعجة المخيفة المحيطة به، ويفتحهما على قوة الله القادرة على كل شيء، فهل يستحيل على الرب شيء، وهو رب المعجزات القادر على كل شيء؟! وهو صاحب السلطان الذى يقدر أن يقول فيكون ويأمر فيصير، وهو الأوحد صاحب القول الفصل الذى بإمكانه أن يكتب كلمة " النهاية" على هذا المشهد. والحقيقة الراسخة كالجبال، والواضحة كالشمس، أن الإنسان الذى يخاف الله، لا يمكن أن يخاف من أى شىء حتى لو تزلزلت الأرض، ولو انقلبت الجبال في قلب البحار.وبلا أدنى شك أن الإنسان الذى يعرف كيف يجثو ويسجد أمام الله بخشوع وتقوى ووقار ... يعرف كيف يقف أمام متاعب الحياة ومخاطر الزمان بقوة وثبات وإنتصار. حقاً! وإن كان إحتياج الإنسانية الصارخ في هذه الأيام هو القضاء على هذا الوباء الذى تفشى في أرجاء المسكونة ... لكن أتمنى أن يكون مطلبنا الأول هو أن نطلب الله .. وعندما نطلب الله بكل قلوبنا، يقيناً هو سيسمع لدعائنا ويسدد كل احتياجنا في حياتنا. هذا ومن ناحية أخرى كوننا نصلى هذا لا يعنى أننا لا نقوم بدورنا المطلوب منا، فشتان الفرق بين الإتكال على الله والتواكل على الله ... فعلينا أن نراعى كل التوصيات والتعليمات الوقائية الإحترازية الخاصة بمواجهة ومكافحة هذا الوباء الخطر حتى نعبر هذه الأزمة بسلام .دعونا نصلى من أجل ملوك ورؤساء وقادة الدول في كل العالم ليمنحهم الله الحكمة في قيادة البلاد خلال هذه المرحلة التاريخية الإستثنائية القاسية.دعونا نصلى من أجل الجيش الأبيض الذى يضحى بالنفس والنفيس من أجل سلامة الإنسانية.دعونا نصلى لكى يلهم ويرشد الله العلماء لإكتشاف الدواء المناسب لهذا الوباء.دعونا نصلى من أجل الحزانى والمتألمين نطلب لهم لمسة عزاء.دعونا نصلى من أجل المرضى نطلب لهم نعمة الشفاء.ودعونا نصلى ونحن نثق ثقة كاملة أن الله رب الحياة يسمع من السماء لخليقته كل مناجاة وصلاة.

مشاركة :