كان التعليم عن بعد قبل أزمة كورونا المستجد موجودا في كثير من دول العالم بمختلف طرقه ومؤسساته، كما أصبح وضعه أقوى بسبب تطور التكنولوجيا السريع ومعرفة أهم الممارسات التي تمنحه جودة عالية، وعند بداية الأزمة أصبح أمام المنشآت التعليمية في العالم خياران، إما وقف التعليم مؤقتا أو تحويله عن بعد، والبعض تمكن من تحويله خلال عدة أيام، وهناك من استغرق وقتا أطول من ذلك، عانى الكثير من قلة الكادر المؤهل، والتغير السريع، والتكيف مع التغير والترقب إلى انتهاء الأزمة، هذا ما أوضحته مسؤولة تطوير التعلم الرقمي والتعلم عن بعد في جامعة تمبل بالولايات المتحدة الأمريكية، د. امتنان القرشي.تعليم الطوارئوقالت القرشي: «عادة عندما نريد إنشاء منشأة تعليمية إلكترونية «توفر التعليم عن بعد» يستغرق الأمر وقتا طويلا، كما أن إنشاء مواد عن بعد قد يتطلب أحيانا شهورا عدة، وما حصل في هذه الأزمة هو تعليم الطوارئ باستخدام التكنولوجيا وبالمجهودات الكبيرة والجبارة بكل مكان، الكل يتعاون للخروج بأقل الأضرار وهذا عبر جميع الاجتهادات البشرية الحاصلة في جميع القطاعات التعليمية».العدالة الاجتماعيةوأضافت: «من أكثر تحديات التعليم بهذه المرحلة هو التأكد من العدالة الاجتماعية، وأحد أشكالها هو التأكد من وصول الإنترنت المنزلي للجميع، وتوافر الأجهزة الإلكترونية، وتلبية الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي وغيره».تحدي الجودةوأبانت القرشي أن المنشآت التعليمية التي تبنت التعلم الإلكتروني بممارساته العلمية وجودته العالية قبل هذه الأزمة، كانت أسرع وأفضل في الانتقال من غيرها من المنشآت التعليمية، مؤكدة أن أكثر تحد يواجه التعلم عن بعد هو «الجودة»، إذ يوفر التعليم عن بعد مزايا غير موجودة في التعليم التقليدي، ويمكن أن يعطينا تجربة تعليمية فريدة من نوعها، والخطوة المهمة التي على المنشآت التعليمية اتخاذها هي التركيز في جودة التعليم عن بعد «تشمل مهارات التدريس، وجودة تصميم المقررات»، والتكنولوجيا ضرورية ولكنها أداة تساعدنا للوصول لتعليم مميز. مستقبل الدمجوعن الدمج بين التعلم عن بعد والتعلم المدمج، أخبرت القرشي أنه هو المستقبل الآن، قائلة: «هناك الكثير من المواد التي تتطلب الحضور الشخصي لاستخدام أدوات معينة كالفنون والمعامل والجراحة وغيرها، يمكن تحويلها لتعلم مدمج، بحيث يتم تعلم الأمور النظرية عن بعد، فيما عدا ذلك، كل المواد النظرية يمكن تقديمها عن بعد كخيار متاح لمن يرغب بذلك، أما في التعليم العام فأصبح التعلم الرقمي جزءا مهما في العملية التعليمية، إذا طبق بممارسات مبنية على الأدلة وبمعايير تصميم وتدريس بيئات تعليمية رقمية فاعلة يمكن بها أن نصل لجودة عالية ومخرجات أفضل، ولذلك أصبح الآن وجود أخصائيين في التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد في كل منشأة تعليمية أمرا ضروريا لتحريك عجلة النهضة». إقبال شديدوأضافت: «يوجد بالولايات المتحدة حاليا اعتماد أكاديمي لبرنامج التعليم عن بعد، عند توافر الشروط، وأظهرت آخر الإحصاءات من منظمة OLC الأمريكية زيادة كبيرة في الإقبال على مواد وبرامج التعليم عن بعد في آخر ١٥ عاما، بسبب إيجابياته الكثيرة التي تشمل المرونة في الوقت والزمن وسهولة نقل المعلومة، ما يسمح بتوازن مسؤوليات الحياة بين العمل والدراسة والعائلة، ويسمح بالتطبيق العملي مع الدراسة وغيرها من المميزات، وأكثر تحدياته هو تأهيل كادر أعضاء هيئة التدريس لبيئة تعليمية جديدة عليهم، ليس فقط من ناحية التكنولوجيا، بل أيضا من ناحية تصميم منهج وتدريسه بطريقة مختلفة لم يعتدوها، وانتشر التعلم عن بعد مؤخرا في العالم بشكل كبير، لكن انتشاره يختلف على حسب تبني الوزارة التعليمية في أي دولة للتعليم عن بعد وتطوير وتجهيز البنية التحتية والكوادر المؤهلة». امتنان القرشيوعن القرشي، فهي تعمل حاليا بجامعة تمبل في الولايات المتحدة الأمريكية، كمسؤولة عن تطوير التعلم الرقمي والتعلم عن بعد، وتقدم الكثير من المحاضرات والدورات التدريبية واللقاءات والمجتمعات التعليمية لأعضاء هيئة التدريس والاستشارات، وبرامج مختلفة تهدف لتطوير التعلم الرقمي والتعلم عن بعد، حصلت على درجة الدكتوراة في تكنولوجيا التعليم والقيادة من جامعة دوكين بالولايات المتحدة الأمريكية، والماجستير في التكنولوجيا الرقمية والتعليم والاتصالات من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، والبكالوريوس من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة، كما حصلت على جائزة أفضل بحث علمي في التعلم عن بعد من منظمة AECT الأمريكية، وقدمت العديد من الدورات التدريبية وورش العمل ولقاءات في مؤتمرات مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشرت كتابا بحثيا والعديد من الأبحاث العلمية في التعلم الرقمي، والتعلم عن بعد.
مشاركة :