أنشأ فيروس «كورونا» وضعية معقدة يتشابك فيها الصحي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي في كل العالم، وتساوى فيها الغني والفقير والكبير والصغير، ووضعت الجميع أمام خطر اللحظة، والبحث عن السريع من الحلول ووضع استراتيجية الخروج من هذا المأزق العالمي المستجد الذي يزداد تأزماً كل ساعة. إنها لحظة صادمة للجميع، تربك الخطط والحسابات قبل استعادة التوازن واستيعاب الصدمة، لكن هذا لا يعني أن الخروج صعب أو غير ممكن، بل هو حتمي حين تتحالف كل الدول ويتضامن الأفراد لمحاربة هذا العدو غير المرئي، وعكس اتجاه الأحداث لصالح البشرية قبل أن يسقط الجميع في هاوية فيروسية أو تبتلعه عين العاصفة. من هنا كانت دعوة محمد بن راشد بالأمس إلى التحالف الدولي في هذه المعركة التي لا تهدد مصلحة بلد أو كتلة دون غيرها بل هي تهديد للبشرية، فاليوم الجميع مسؤول عن الجميع بعيداً عن الصراعات والنفوذ والمصالح، لأن مصلحتنا اليوم أن نتوحد في هذه المعركة فهو الخيار الوحيد. هو نداء من الإمارات، بلد الإنسانية، ومن محمد بن راشد، صانع الأمل، للعمل الجماعي الدولي المشترك، فهذا وقت سكوت المدافع والحروب وتضميد الجراح، والتفرغ بكل الطاقات، لأم المعارك البشرية وأخطر تحديات العصر. لكن ورغم سوداوية المشهد العالمي، وضعنا محمد بن راشد في حالة تفاؤل، بل يقين بقدرة الإمارات على تجاوز هذا التحدي بحكم حسن تموضعها واستراتيجياتها المبكرة، فبعد أن أكد أن الإمارات ستكون جزءاً أساسياً في الجهود العالمية لمكافحة هذا العدو، قدم لنا رؤية واضحة بقدرة الإمارات على مواجهة هذا التحدي، مطمئناً بأنها تمتلك أفضل فريق للعبور نحو المستقبل، لذلك تسير الحياة والأعمال من غير ارتباك هنا، لأن الإمارات تجني اليوم سياسات تنموية نفذتها مبكراً قادرة على امتصاص الصدمات العالمية. وهي تقدم اليوم النموذج العملي سواء في الإجراءات الاحترازية الصحية المبكرة أو التحفيزات الاقتصادية أو التعاون الدولي والمبادرات الإنسانية، إنما تثبت مجدداً قدرتها الفائقة على إدارة الأزمات مهما كبرت، وأن فرقها الإدارية على كل المستويات قادرة على العمل في كل الظروف، وحماية صحة مجتمعها وسلامة اقتصادها، وما اجتماع حكومتها بالأمس بالأدوات التقنية والوقوف على خطط المواجهة مع عدو البشرية، ومواصلة الأعمال باستخدام التكنولوجيا، والعودة للمدارس بالتعليم عن بعد، وجاهزية نظامها الصحي، إلا دليل على أحقية الإمارات بأن تكون الأولى عالمياً في قدرة الحكومة على التكيف مع المتغيرات والمستجدات، لذلك لا تخف فأنت في الإمارات.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :