الأدب عنوان فلاح المرء، ومناط سعادته في الدنيا والآخرة, وأكمل الأدب وأعظمه هو الأدب مع الله جل وعلا بتعظيم أمره ونهيه والقيام بحقه، ولذا فإن لكل عبادة أدب, فالصلاة لها أدب, والحج له أدب, والصوم كذلك له آداب عظيمة لا يتم إلا بها, ولا يكمل إلا بأدائها. وآداب الصيام منها ما هو واجب يلزم العبد أن يحافظ عليها ويلتزم بها, ومنها ما هو مستحب يزداد العبد بفعله أجرا وثواباً.فمن الآداب الواجبة: أن يقوم الصائم بما أوجب الله عليه من العبادات القولية والفعلية, ومن أهمها الصلاة المفروضة, التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين, فيجب على الصائم المحافظة عليها, والقيام بأركانها وشروطها, وأدائها مع جماعة المسلمين, وكل ذلك من التقوى التي شُرع الصيامُ من أجلها. ومن الآداب الواجبة: أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال, فيحفظ لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وفحش القول, ويحفظ بصره عن النظر إلى المحرمات, ويحفظ أذنه عن الاستماع للحرام, ويحفظ بطنه عن كل مكسب خبيث محرم. وليس من العقل والحكمة أن يتقرب العبد إلى ربه بترك المباح كالطعام والشراب, ولا يتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليه في كل حال, ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيح: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ).
مشاركة :