قطوف رمضانية / شهر الجود (3) | اسلاميات

  • 7/8/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

والصوم لابد أن يقع فيه خلل أو نقص، والصدقة تجبر النقص و الخلل، ولهذا أوجب الله في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث. ولأن هناك علاقة خاصة بين الصيام والصدقة فالجمع بينهما من موجبات الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم-: ( إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، قالوا: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام ) رواه أحمد. قال بعض السلف: «الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك». من أجل ذلك حرص السلف - رحمهم الله - على زيادة البذل والإنفاق في هذا الشهر الكريم، خصوصاً تفطير الصائمين، وكان كثير منهم يواسون الفقراء بإفطارهم، وربما آثروهم به على أنفسهم، فكان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً، وكان يتصدق بالسكر ويقول:«سمعت الله يقول:{لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } (آل عمران 92)، والله يعلم أني أحب السكر»، وجاء سائل إلى الإمام أحمد، فدفع إليه الإمام رغيفين كان يعدهما لفطره، ثم طوى وأصبح صائماً.

مشاركة :