يبدو أن ملف المرتزقة السوريين الذين تنقلهم تركيا للقتال في ليبيا إلى جانب ميليشيا حكومة الوفاق لن يغلق طالما أنقرة مستمرة بإرسالهم. والجديد اليوم أن مصادر قيادية رفيعة المستوى في الجيش الوطني الليبي نفت للمرصد السوري لحقوق الإنسان، صحة الأنباء التي تم تداولها حول تسيلم أسرى من مرتزقة تركيا لديه إلى النظام السوري، أو استلام أسرى لدى الأخير من الجنسية الليبية ممن كانوا يقاتلون في سوريا. وأضافت المصادر ذاتها، بأنه وعلى الرغم من أن المقاتلين الموالين لتركيا ممن وقعوا بيد الجيش الوطني الليبي، لا تنطبق عليهم اتفاقية جنيف حول أسرى الحرب باعتبار أنهم مرتزقة، إلا أنهم أي الجيش يعاملهم بشكل إنساني كأسرى حرب على حد قول المصدر.8000 مقاتل وكانت تركيا بدأت منذ شهر أكتوبر من العام الماضي بإرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الليبي. وكشف المرصد أن عدد المرتزقة في ليبيا تجاوز 8000 مقاتل، فضلا عن الآلاف ممن يتلقون التدريب في المعسكرات التركية حاليا وينتظرون إلحاقهم بجبهات القتال المختلفة في ليبيا. كما أوضح منذ أيام أن خسائر بشرية كبيرة وقعت بين عناصر المرتزقة السوريين، الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، خلال العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس، مشيرا إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى 268 مقاتلا.تمرّد في صفوف المرتزقة ونوّه المرصد أن تركيا مازالت تنقل المرتزقة السوريين، من الأراضي السورية إلى ليبيا، رغم أن غالبية الفصائل المسلحة لم تعد لديها رغبة في إرسال مقاتليها إلى ليبيا، في ظل الوضع الميداني هناك، خصوصا بعدما بدأت حالات التمرد تظهر في صفوفهم. فقد كشف أحد المرتزقة السوريين، الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق قبل أيام، عن وجود حالة تمرد في صفوف المقاتلين السوريين بالعاصمة طرابلس، بعد خداعهم وإرسالهم للموت والهلاك مقابل رواتب وهمية. وفي تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية مع أحد أصدقائه، نشرتها حسابات تابعة لفصائل المعارضة السورية، فجر اليوم الثلاثاء، قال المرتزق، إنه "يتواجد في طرابلس حاليا، وأن الحديث عن أن رواتب المقاتلين السوريين في ليبيا تصل إلى 2000 دولار غير صحيحة، مؤكدا أن الرواتب بحدود 4000 ليرة فقط (566 دولارا)، وأن من لديه واسطة يحصل على 6000 ليرة تركية (849 دولارا). وأضاف أنه وزملاءه يتعرضون للقتل يوميا، مشيرا إلى أنه تم وضعهم في مقرات قريبة من تمركزات الجيش الليبي و تتواجد في مرمى نيرانه، لافتا إلى أنها تتعرض للقصف بالهاون، حتّى إن ضربة واحدة استهدفت إحدى مقراتهم أدّت إلى مقتل 6 عناصر منهم. كذلك أكدّ المرتزق أنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة، مشيرا إلى وجود حالة تمرّد في صفوف المقاتلين السوريين وعدم رغبة في مواصلة البقاء في ليبيا، حيث أكدّ أنهم تركوا القتال وسلموا أسلحتهم، وهم ينتظرون تسفيرهم إلى بلادهم.بينهم أطفال ولم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد قتل 16 طفلاً سورياً خلال المعارك الأخيرة ضد الجيش الليبي، بالعاصمة طرابلس بعدما جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في صفوف قوات حكومة الوفاق الليبية من قبل الفصائل الموالية لتركيا، بحسب ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي. إلى ذلك ارتفع عدد الأطفال السوريين الذين وصلوا إلى ليبيا ضمن صفوف المرتزقة ممن يتم إرسالهم للقتال في صفوف قوات حكومة الوفاق إلى 150 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 16-18. فيما تستمر تركيا تستمر في تجنيد آخرين حتى اليوم.
مشاركة :