تحول اعتراف رهينة إيطالية جرى تحريرها الأحد باعتناقها الإسلامَ إلى مادة دسمة لليمين المتطرف الذي شن هجوما عليها وصل إلى حد الاعتداء على منزلها. ونزلت سيلفيا رومانو (24 سنة) من طائرة تابعة للحكومة الإيطالية يوم الأحد مرتدية الحجاب الذي ترتديه النساء الصوماليات المسلمات. وأكدت أنها اعتنقت الإسلام أثناء سجنها في الصومال، وذلك بعد أن سلمها خاطفوها الكينيون إلى حركة الشباب الصومالية، مؤكدة أنه خيارها الحر، ولم يكن هناك إكراه من الخاطفين “الذين عاملونني دائمًا بإنسانية”. وتم اختطاف سيلفيا في نوفمبر عام 2018 على يد مجموعة من المسلحين خلال هجوم لهم على قرية تقع في منطقة ريفية على ساحل كينيا، وتم تسليم الرهينة يوم الجمعة التاسع من مايو في منطقة تبعد 30 كيلومترا عن مقديشو بفضل التعاون بين المخابرات الإيطالية ونظرائهم الصوماليين. وبدلا من عقد أفراد عائلة رومانو للاحتفالات فرحا بعودتها، كان عليهم أن يواجهوا التعصب الذي كان ينتظرهم في إيطاليا ذات أغلبية كاثوليكية ازدادت فيها الحوادث العنصرية وسط المشاعر المعادية للمهاجرين. وقامت عائلة رومانو باستدعاء الشرطة إلى المنزل، بعد أن رمى أحدهم المنزل بزجاجة. وتعرضت الرهينة السابقة والإيطالية المسلمة اليوم، إلى حملة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث وجهت إليها انتقادات على تحولها إلى الإسلام وكذلك قرارها بالتطوع في الجزء البعيد من كينيا حيث تم اختطافها في عام 2018. كما تم انتقاد الحكومة لأنها دفعت فدية تقدر بأربعة ملايين يورو لخاطفيها. ونددت صحيفة الفاتيكان “لوسرفاتور رومانو” بالهجمات “اللاإنسانية” على رومانو وطالبت منتقديها بالتفكير بدلاً من ذلك في المعاناة التي مرت بها. وكتبت الصحيفة “كان ينبغي أن تقام الاحتفالات بعودة سيلفيا رومانو. ولكن لا أحد يمكن أن يصدق كم ردود الأفعال والأحكام القاسية التي أمطرت من كل ركن من أركان البلاد وشوّهت ما حدث لهذه الفتاة، بدءا من اختيارها الديني”. وتلقى اليساندرو باجانو، وهو مشرع من حزب رابطة مكافحة المهاجرين، استهجانا وتوبيخا من زملائه في مجلس النواب بعد أن ذكر اسم رومانو بينما كان يشكو من رفض الحكومة إعادة فتح الكنائس أثناء الحظر المفروض بسبب كورونا. وزعم باجانو أن هناك “عزما قويا ضد الدين” في الحكومة الائتلافية الإيطالية الحالية، واصفا رومانو بـ”الإرهابية الجديدة”، خلال انتقاده قرار رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ووزير الخارجية لويجي دي مايو للترحيب بالرهينة المحررة في مطار روما لدى عودتها. ونددت رئيسة مجلس النواب بالإنابة مارا كارفانيا، بتصريح باجانو بسرعة قائلة “إن استخدام مصطلح ‘إرهابية جديدة’ يعد أمرا غير لائق تماما، خاصة في هذه القاعة”. وذهب النائب عن الحزب الديمقراطي إيمانويل فيانو إلى أبعد من ذلك، حيث انتقد باجانو بسبب وصفه لضحية جماعة متطرفة عنيفة بأنها إرهابية. ودافع باجانو عن نفسه، قائلاً إنه اقتبس ذلك من إحدى الصحف. وحاول رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، منع أي شخص يسعى لاستغلال تجربة رومانو سياسيا. ورد كونتي عندما سأله مراسل عن الحملة الخبيثة التي تستهدف رومانو “أقول هذا لكل من يسخر منها، ضع نفسك مكانها ثم أصدر الحكم، إذا كنت بعمر الـ23، وتم اختطافك في كينيا، وأجبرت على المشي تسع ساعات في اليوم، في غابة، من قبل أولئك الذين يحملون بنادق الكلاشينكوف، ماذا كنت ستفعل إذن؟”. وقالت جوليانا سغرينا، وهي صحافية إيطالية اختطفت في العراق عام 2005، إنها تعرضت أيضا لرد فعل عنيف بعد إطلاق سراحها بسبب مقتل عميل إيطالي في معركة بالأسلحة النارية أثناء إنقاذها. وقالت لراديو “آر.أس.آي” السويسري “من الواضح أن كل الجدل يبدأ عندما تختطف النساء. لا أحد يشتكي عندما تدفع فدية لرجل، أو عندما يذهب رجل إلى مثل هذه الأماكن، ولكن عندما تكون امرأة، يقولون إننا ذهبنا للبحث عنها”.
مشاركة :