حذرت مفوضية التغذية الألمانية أهالي الأطفال الرضع من تغذية أطفالهم باللبن الزبادي، أو أنواعه المطعمة بالحبوب والفواكه، ونصحت باللجوء إلى حليب الأم بالرضاعة الطبيعية وإن جزئياً لفترة الأشهر الستة الأولى من عمره. وأوضحت المفوضية أن تحذيرها يعني دعوة أهالي الرضع لاعتماد حليب الأم في التغذية او استخدام حليب البقر المعامل بشكل خاص، أي الذي يجرد من نسبة البروتين والدهون المرتفعة فيه، والابتعاد عن منتجات اللبن الزبادي السائدة في السوق من دون التخلي عن الحليب. قالت المفوضية في بيان إن الطفل بحاجة إلى وجبة حليب خالصة يومياً من أجل تطوره. ونصحت بأن تكون الوجبة 200 سم مكعب من الحليب مع الأرز او الحنطة. وتثبت الدراسات التي أجرتها المفوضية الألمانية ونشرت في مجلة صحة الطفل الشهرية: أن حليب البقر يحتوي على الحديد بنسبة تقل كثيراً عن نسبته في حليب الأم. كما أن حليب البقر يعرقل هضم الحديد الموجود في المواد الغذائية الأخرى من قبل أمعاء الطفل ويسبب ظهور كتل الدم المتخثرة الصغيرة في براز الطفل. وبالإضافة لذلك، فإن حليب البقر معروف بنسبة الزلال العالية التي يحتويها، ويثقل هذا الزلال كلية الطفل ويعرقل بعض عمليات الاستقلاب في جسم الطفل ويحفز إفراز الكثير من هورمون الأنسولين. وقد يكون حليب البقر، لهذا السبب، أحد عوامل الخطورة المستقبلية التي تعرض الطفل لداء السكري. ومن جانب آخر يقول أطباء الأطفال إن مشكلة الغازات لدى الطفل الذي يحبو تسبب عنده شعوراً بعدم الراحة والقلق، أما الغازات المفرطة فقد تعني أنه يأكل طعاماً لا يتوافق مع جهازه الهضمي. وعادة ما تظهر الحساسية تجاه اللاكتوز بعد أن يبلغ الطفل 6 سنوات، ويمكن أن يكون الزبادي (اللبن) هو سبب كثرة الغازات لدى الصغير. وهناك أيضاً أسباب أخرى للغازات، مثل كثرة تناول الألياف الغذائية، والتي توجد في الفواكه والخضراوات. لكن الأطباء يقولون إنه إذا لاحظ الأهل زيادة الغازات عند الطفل بعد تناول الزبادي فقد يعني ذلك أن جهازه الهضمي لا يتحمّل اللاكتوز المعالج الموجود في الزبادي. ويختلف عدم تحمّل اللاكتوز عن الحساسية تجاه أطعمة معينة منها اللاكتوز، فالحساسية تسبب مشاكل كبيرة، وقد تهدد الحياة، وعادة تظهر الحساسية بعد أن يبلغ الطفل 6 سنوات، أما عدم تحمّل اللاكتوز فيمكن أن يظهر في سن أصغر. ووفقاً لعيادة مايو كلينيك يمكن تشخيص الغازات المفرطة من الصوت والرائحة بعدما يأكل الطفل الزبادي، ربما يعتقد الطفل أن الأمر مضحك، لكن إذا كان لديه عدم تحمّل للاكتوز ينبغي إجراء اختبار دم لتأكيد الحالة، وهو اختبار شائع يوصي به الأطباء. كما يمكن أيضاً إجراء اختبار لحموضة البراز في مرحلة ما قبل المدرسة، وهو اختبار يوصي به أطباء الأطفال عادة، لأنه من المفيد تشخيص سبب الغازات الزائدة لدى الطفل للتعامل معها بدقة.
مشاركة :