قالت صحيفة العرب اللندنية أنه من المرجح أن تخرج دوله واحدة على الأقل من أزمة وباء فيروس كورونا وأزمة انخفاض أسعار النفط بشكل أقوى مما كانت عليه قبل. وتابعت الصحيفة رغم المخاوف من مخلفات أزمة النفط وتداعيات وباء كورونا المستجد، من المرجح أن تخرج المملكة من أزمة الوباء ومن “مذبحة النفط” أقوى من الناحية الاقتصادية والجيوسياسية. وقالت الصحيفة وينظر الخبراء إلى الموارد المالية للمملكة كأحد أهم الروافد الداعمة لها في هذه الفترة، ومنهم “جيسون بوردوف”، المستشار السابق لشؤون الطاقة في إدارة باراك أوباما ورئيس مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا، الذي كتب تحليلا في مجلة فورين بوليسي تحدث فيه عن الفرص التي ستمكن المملكة من الصمود أمام عاصفة كهذه، لافتا إلى أن المملكة ليست لديها احتياطيات مالية فقط بل لديها أيضا القدرة الواضحة على الاقتراض. واردفت الصحيفة وتوقع بوردوف أن تشهد المملكة ارتفاعا في عائدات النفط وأن تحصل على حصة أكبر من سوق النفط بمجرد استقرارها، وذلك بفضل تخفيضات الإنتاج وإجراءات الحظر بسبب الانهيار الاقتصادي العالمي، وأن أزمة النفط الحالية ستضع الأساس لطفرة الأسعار في السنوات المقبلة، مما سيساعد على ازدهار الإيرادات بالنسبة إلى المملكة. وذكرت الصحيفة تحت عنوان فرعي ثاني “سياسة سعودية ناجعة” أن موسكو تعتمد على الرياض في إدارة سوق النفط وليس العكس في حين تمهد جائحة كورونا الطريق لاستعادة أسواق النفط وارتفاع الأسعار، وتابعت فإن المملكة لن تستفيد من الأسعار المرتفعة فحسب، بل ستجد فرصا لزيادة حصتها في السوق وبيع المزيد من النفط. واستمرت الصحيفة قائلة وفي الآونة الأخيرة استثمرت المملكة الأزمة بشكل ناجح مكانتها الجيوسياسية من خلال عدم الاكتفاء بتحالفها مع الولايات المتحدة وذلك بإعادة تأسيس نفسها كمنتج متأرجح لسوق النفط العالمية، مشيرة إلى طلب دونالد ترامب من المملكة وضع خطة خفض تاريخي للإنتاج مع دول منظمة أوبك ومجموعة أوبك بلاس والدول المنتجة خارج التحالف. وأوردت في سياق التقرير: الموقف المتفرّد لا يمنح المملكة قوة على سوق النفط العالمية فحسب، بل يمنحها أيضا تأثيرا جيوسياسيا كبيرا، وفي السوق العالمية، ستثبت صحة هذه الحجة حتى تستخدم الدول كميات أقل من النفط، وهذا لا يزال يمثل هدفا مهما لسياسة المناخ. وواصلت الصحيفة وتبقى المملكة قوة نفطية رغم المنافسة الروسية، واستنتجت أن موسكو تعتمد على الرياض في إدارة سوق النفط وليس العكس.
مشاركة :