اتفق المحللون على أن الانخفاضات التي حدثت لقطاع البتروكيماويات تعتبر طبيعية في ظل التذبذب الكبير الذي تشهده أسعار البترول عالميا، والتي لم تستقر منذ وقت، موضحين أن مستقبل القطاع محفز وكبير في ظل الدعم الحكومي الكبير لهذا القطاع؛ مما يجعله بيئة خصبة للعمل فيه بصورة أكبر، مبينين أن مشكلة قطاع البتروكيماويات في السعودية هيكلية ولا بد من حلها جذريا؛ كونها وبعد 40 سنة وأكثر من عمل هذا القطاع إلا أنه يعتمد على الدعم الحكومي وما زال يحقق انخفاضات. من جهته، أكد الدكتور راشد أبانمي الخبير في الشؤون الاقتصادية أن الانخفاضات التي شهدها قطاع البتروكيماويات في السوق لا توجد لها تأثير على دخول المستثمر الاجنبي في الاستثمار في هذا القطاع، لافتا إلى أن هناك معايير خاصة للمستثمرين الأجانب وسياسة استراتيجية لدخوله في السوق من خلال البحث عن الأرباح على المدى القصير، مبينا أن مشكلة قطاع البتروكيماويات في السعودية هيكلية ولا بد من حلها جذريا كونها بعد 40 سنة وأكثر من عمل هذا القطاع إلا أنه يعتمد على الدعم الحكومي وما زال يحقق انخفاضات. وقال: هناك علاقة مباشرة بين قطاع البتروكيماويات وبين أسعار البترول؛ لـأن القطاع مشتق منه في الأعمال التي يقوم بها وبالتالي من المنطق أن يتأثر قطاع البتروكيماويات بتذبذب أسعار البترول عالميا في هذا القطاع، كما أن النمو الاقتصادي له تأثيره المباشر من خلال زيادة الطلب على البترول وعلى قطاع البتروكيماويات وهناك عوامل خارجية لها تأثيراتها على هذا القطاع. ونوه أبانمي إلى أن قطاع البتروكيماويات مدعوم حكوميا بنسبة كبيرة جداً، والمدخولات لهذا القطاع تكون بسعر رمزي تقريبا تقدر بـ70 سنتا لكل 1000 قدم مكعب، بينما عالميا تقدر تكلفته بـ4 دولارات، وهذه تعتبر معضلة كبيرة جدا في ظل الكم الكبير من الدعم لهذا القطاع والذي يشهد انخفاضات كبيرة، الوضع سيتغير بنسبة كبيرة لو كان الوضع مثل الشركات العالمية التي تكون مدخولاتها لهذا القطاع بأسعار كبيرة فستكون الانخفاضات أكبر. وأضاف: «التفاؤل موجود في مستقبل هذا القطاع خلال المرحلة المقبلة بتحسن اسعار البترول تدريجيا، دخول المستثمر الأجنبي في هذا القطاع سيكون موجوداً؛ لأنه يبحث عن الأرباح المادية على المدى القصير ولن يكون كشريك استراتيجي على المدى البعيدة؛ لأن عقليته تكون بعقلية التاجر الذي يملك مقومات مستثمرين عالميين مضاربين يبحثون عن الربح باحترافية من خلال دراسات وأطر يضعونها لهم كخطط قبل دخولهم في السوق بغض النظر عن مسيرة القطاعات التي تتغير بين الفينة والأخرى وفقا للعوامل المختلفة ولا لما تعول عليه القطاعات خلال سنة أو سنيتن أو ثلاث قادمة».وبين الدكتور راشد أن البحث عن الأرباح خلال عدة أشهر هو مطلب جميع المستثمرين في السوق من المضاربين لتحقيق أرباح محددة يتم وضعها كإستراتيجية لعمل المستثمرين السوق ويتم تغيير القطاعات وفقا للقطاع الذي يحقق أهدافه الربحية التي رسمها قبل دخول السوق، بين الفينة والأخرى، ومن الصعب ان تتم المقارنة بالانخفاضات بعزوف المستثمرين عن قطاع البتروكيماويات خلال الفترة المقبلة بناء على نتائج الشركات الحالية والمستقبلية. من جهته، أوضح سالم باعجاجة الخبير الأقتصادي أن الانخفاضات التي طرأت على قطاعات البتروكيماويات ستستمر خلال الربع القادم؛ نظرا لتذبذب أسعار البترول خلال هذه الفترة وعلاقته المباشرة، مشيرا إلى أن الأسعار الحالية للبترول تقريبا بحدود 60 دولارا والمتوقع أن تظهر النتائج المقبلة بانخفاضات ما لم تتحسن الأسعار التي من الممكن أن تحدث لأسعار البترول التي تشير التوقعات إلى وصول اسعار البترول إلى فوق 70 دولارا. وبين باعجاجة أن المستثمر الأجنبي لن تعيقه الانخفاضات التي حدثت في قطاع البتروكيماويات من الدخول والاستثمار في هذا القطاع؛ لان الحركة على قطاع البتروكيماويات خلال الفترة الحالية تشهد تحركات كبيرة وتنفيذ عمليات متزايدة؛ مما يدل على أن الانخفاضات لم تؤثر على مسيرة القطاع في السوق. وأضاف: شركة سابك نشاهد عليها كميات شراء كبيرة وحركة كبيرة جدا وفي غالب الأيام الماضية نشاهد توجه المستثمرين في تعاملاتهم في السوق في قطاعين دائما ما يبحثون عنهما؛ لما في ذلك من تحقيق لأهدافهم الربحية التي يبحثون عنها وهما قطاع المصارف وقطاع البتروكيماويات.
مشاركة :