شركة تونسية ناشئة تُغير مفهوم وفكرة الملابس المستعملة في المنطقة

  • 5/16/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يخطر ببال أماني منصوري - التونسية المهتمة بالأزياء - ولم تكن تتخيل أن مجموعتها التي أنشأتها على فيسبوك قبل ثلاث سنوات - لبيع الملابس والإكسسوارات - سوف تتحول يومًا ما إلى سوق إلكترونية شهيرة تستخدمها نساء تونس وشمال إفريقيا.انطلق موقع دبشي - وتعني أشيائي - في 2016 بمعاونة الشريك المؤسس غازي قطاطا، وصار الموقع الآن شبكة اجتماعية إقليمية وسوقًا للأزياء تجوبها أعداد متزايدة من النساء لشراء وبيع ملابسهن المستعملة.تقول أماني: «كنت شغوفةً بعالم الأزياء أثناء فترة دراستي في باريس، وكنت أستخدم تطبيقات تتيح للعملاء بيع وشراء الملابس المستعملة بسعر زهيد وبطريقة يسيرة». فتفكرت في الأمر وحدثتني نفسي قائلة: «لماذا لا نقوم بهذا في تونس؟! وكانت تلك هي نقطة بداية رحلتي بمجال ريادة الأعمال».يملك دبشي حاليًا أكثر من 430 ألف مستخدم مسجل في كل من تونس والجزائر والمغرب، ويهدف مخطَط الموقع إلى التوسع في جميع أنحاء المنطقة.نمو سوق المنتجات المُستعملة يُقدر حجم سوق الملابس المستعملة على المستوى العالمي بنحو 20 مليار دولار، وقد شهدت هذه السوق نموًا هائلاً ومستمرًا في السنوات القليلة الماضية، ومن المتوقع أن يتجاوز حجم هذه السوق حجم سوق تجارة التجزئة التقليدية، حيث يُتوقع أن تزيد مبيعات الملابس المستعملة بنسبة 15% سنويًا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، بينما يُتوقع نمو تجارة التجزئة التقليدية بنسبة 2% فقط خلال نفس الفترة، وذلك وفقًا لتقرير ثريداب لعام 2018.على الرغم من حداثة فكرة شراء الملابس المستعملة في تونس، إلا أنها تنتشر انتشارًا سريعًا.توضح أماني قائلةً: «نحن نمر بتحول مجتمعي، والأولوية الآن هي السعر على حساب أي معيار آخر، فلم تعد الملابس متاحة بكثرة لمعظم سكان المنطقة العربية، ومبيعاتها في تناقص مستمر».وفي ضوء هذه المستجدات تُعتبر دبشي منصة بديلة لمن لا يستطيع شراء ملابس جديدة تحمل علامة تجارية شهيرة. ويبدو أن هذه الفكرة قد لاقت استحسان الفتيات، فهن أكثر الفئات التي قد تلجأ إلى شراء ملابس مستعملة، حيث نجد أن فئة من تتراوح أعمارهن بين 18 و37 عامًا تبلغ ضعفين ونصف الفئات العمرية الأخرى مجتمعة، وهو ما ذكره تقرير ثريداب لعام 2018.قصة صعود دبشي في إطار سعيها لتوسيع قاعدة عملائها أنشأت دبشي تطبيقًا مُيسرًا لكي تسمح للعملاء بعرض وشراء المنتجات في دقائق معدودة. ويُغطي التطبيق منطقة شمال إفريقيا، ويبدو كمزيج من منصات التجارة الإلكترونية والشبكات الاجتماعية، ويتيح للمستخدمين إنشاء ملفات تعريفية، وعرض المنتجات للبيع، وكذلك مشاركة أزيائهم المفضلة. تكتسب المنصة الآن شهرة وانتشارًا في جميع أنحاء شمال إفريقيا، ويعرض المستخدمون 1200 منتجًا من خلالها كل يوم. ولكن الوصول الى هذه المرحلة من النجاح لم يكن بالأمر اليسير. وتوضح أماني «لقد كان عليّ عبور مشاق طريق طويل يبدأ بالتحول من مهندسة في الطب الحيوي إلى رائدة أعمال ناجحة، وكان عليّ أن أتعلم عن التسويق، والماليات، وطرق وحيّل رجال المبيعات عند التحدث للعامة، إلخ». لقد مثلت عملية جذب الاستثمارات وإدارتها تحديًا كبيرًا لشركتي الناشئة. ولكن إيمان فريق العمل بأن التعلم عملية لا تتوقف، وبأهمية الأخذ بمشورة الخبراء كان سر مواصلة نمو وانتشار استخدام المنصة. وتستطرد أماني قائلةً «نحن في رحلة تعلم مستمرة في دبشي، ولا نتوقف عن تعلم أمور جديدة كل يوم. ولأننا شركة ناشئة دائمة النمو وتحتاج للوصول إلى مستوى معين من الاستقرار والاستدامة، فدائمًا ما نوجه أعيننا صوب المستثمرين المحتملين، حتى في غير فترات السعي للتمويل».ويخطط المؤسسون لأن يتوسع عمل المنصة كي يشمل بقية المنطقة العربية - في المستقبل القريب - ويعملون باستمرار على ازدياد أعداد المستخدمين وتعزيز تجربة المستخدم باستخدام تقنيات العملات الإلكترونية.وتلخص أماني تجربتها قائلةً «أنا سعيدة بتغيّر عقلية التعامل مع إعادة استخدام الملابس والأزياء، فقد حان وقت العمل من أجل بيئة صحية ومُستدامة».

مشاركة :