أطلقت الحكومة التركية الجمعة حملة أمنية جديدة تستهدف اعتقال مسؤولين من حزب الشعوب الديمقراطي في خطوة قد تذكي الصراع بين أهالي هذه البلديات (الأكراد) والرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه. وفي وقت مبكر الجمعة ألقت السلطات القبض على عدد من مسؤولين محليين من حزب الشعوب الديمقراطي الذي تتهمه الحكومة بأن له علاقات مع حزب العمال الكردستاني في شرق وجنوب شرق البلاد. وتصنف أنقرة حزب العمال حزبا إرهابيا وذلك على خلفية التمرد الذي يقوده منذ العام 1984. وأشارت مصادر من تركيا إلى أنه تم اعتقال عمدة أغدير، ياسر أكوس، وهو من حزب الشعوب الديمقراطي المعارض في وقت مبكر من الجمعة كجزء من التحقيق في الإرهاب. ووفقا لذات المصادر، فقد تم القبض على عمدة سيرت بريفان هيلين إسيك، ونائب رئيس البلدية بيماندارا تورهان، وعمدة كورتالان باران أكجول، وعمدة منطقة بايكان رمضان سارسيلماز كجزء من التحقيق الإرهابي أيضا والذي بدأه كبير المدعين العامين في سيرت. تركيا اتهمت الخميس مقاتلين في حزب العمال الكردستاني بقتل مدنيين يعملان في جمعية تساعد المتضررين من كورونا وتتهم الحكومة التركية حزب الشعوب الديمقراطي بأن له صلة بجماعة حزب العمال الكردستاني، وتم تعليق عدد كبير من رؤساء البلديات المحليين المنتمين إلى الحزب من مناصبهم، بسبب اتهامات الإرهاب. وقد بلغ عدد هؤلاء أربعين رئيس بلدية، وجرت العادة على أن تعيّن الحكومة إداريين يدينون بالولاء لحزب العدالة والتنمية لإدارة شؤون هذه البلديات مكان المنتخبين ديمقراطيا. وتتهم حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان حزب الشعوب الديمقراطي بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني المسلح، وهو ما أدى إلى محاكمة آلاف من أعضائه وبعض قيادييه. وينفي الحزب هذه المزاعم. ومنذ إجراء انتخابات محلية في مارس 2019، تم تغيير رؤساء بلديات في أكثر من نصف المراكز الإدارية التي فاز بها حزب الشعوب الديمقراطي والبالغ عددها نحو 65 مركزا إداريا واستبدالهم بأمناء. وعيّنت أنقرة حكاما ومسؤولين آخرين من السلطات المحلية أمناء في تلك المناطق. وزعيما حزب الشعوب الديمقراطي محبوسان منذ 2016 بتهم تتصل بالإرهاب. وتم اتهام أعضاء بارزين آخرين في الحزب بدعم الإرهاب وقالت الحكومة إن لهم صلات بحزب العمال الكردستاني. واتّهمت تركيا الخميس مقاتلين في حزب العمال الكردستاني بقتل مدنييْن يعملان في جمعية تساعد المتضررين من فايروس كورونا المستجد. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن مقاتلي حزب العمال شنّوا هجوما مسلحا على سيارة تقل أفرادا من جمعية إنسانية للدعم الاجتماعي، ما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد الجمعية. وأكدت الوزارة أن “هذا الهجوم المشين لن يمر من دون رد”، وذلك دون إعطاء تفاصيل حول مكان وقوع الهجوم. وأدان حزب الشعوب الديمقراطي، الذي تعتبره أنقرة واجهة سياسية للتمرد، الهجوم الذي قال إنه وقع في محافظة “وان” شرق البلاد قرب الحدود مع إيران. وجاء في بيان للحزب “ندين بأشد العبارات الهجوم الذي وقع في قضاء أوز ألب في محافظة وان”. وأضاف البيان أن “هذا الهجوم الذي يأتي في توقيت نحن فيه بأمس الحاجة للتضامن في مواجهة فايروس كورونا غير مقبول على الإطلاق”. وأعرب نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، عن تعازيهما في مقتل مواطنين اثنين من “مجموعة الوفاء للدعم الاجتماعي” جراء الهجوم الإرهابي على سيارة تقلهما في ولاية “وان”. وتتهم تركيا حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، بالمسؤولية عن قتل حوالي 40 ألف شخص، من ضمنهم نساء وأطفال ورضّع وعناصر من قوات الأمن والجيش، خلال حملته المسلحة التي أطلقها قبل أكثر من ثلاثين عاما.
مشاركة :