الصيام لا يُغني عن أدوية السكري

  • 5/16/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية : دعت مؤسسة الرعاية الصحيّة الأوليّة مرضى الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والقلب إلى الحيطة والحذر عند الصيام، من خلال استشارة الطبيب المُعالج والصيدلاني والحرص على تناول الأدوية في المواعيد المناسبة لتفادي حدوث مضاعفات أثناء الصيام. وقالت نهال حسن، صيدلانية بمركز جامعة قطر الصحي: إن صيام مرضى السكري من الأمور المهمّة التي تستدعي استشاره فريق الرعاية الصحيّة الذي يتولى علاجهم قبل دخول شهر رمضان، وكذلك خلال الشهر الكريم للمُتابعة المستمرة لحالتهم خلال الشهر لا سيما مع التغيّرات التي تحدث في شهر رمضان من تغيّرات في مواعيد الوجبات؛ ما يترتب عليها التغيّر في مواعيد وجرعات أدوية السكري واتباع إرشادات مُعينة عند تناول الدواء وتوضيح المضاعفات التي قد تحدث نتيجة تلك التغيّرات وطرق تفاديها، وعليه وجوب الصيام أو عدمه يرجع إلى مقدرة المريض الصحيّة مع قرار الطبيب المُعالج. ونوّهت إلى أن من الأدوية ذات الأهمية في علاج مرضى السكري الأنسولين، الذي يتميّز بأنواع مُختلفة في الخصائص والفاعلية، منها الأنسولين السريع والمتوسط السرعة (المخلوط) الذي يكون مُخصصاً لضبط سكر الدم عند تناول الوجبات. والنوع الآخر هو الأنسولين طويل الأمد أو البطيء والذي يعمل على الحفاظ على مستوى سكر الدم خلال اليوم مع عدم الارتباط بالوجبات. وكذلك توجد أنواع كثيرة من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم منها ما هو مُرتبط بالوجبات ومنها ما هو غير مُرتبط بالوجبات والتي من دورها ضبط مستوى السكر في الدم من خلال تنشيط البنكرياس لإنتاج هرمون الأنسولين أو من خلال تقليل امتصاص السكر من الوجبات. وقالت: إن المُضاعفات التي تنتج من الاستعمال الخطأ لأدوية السكري خلال شهر رمضان وتتطلب العناية الجيدة تتمثل في انخفاض سكر الدم أو ارتفاعه أو الحمض الكيتوني السكري والتي قد تكون ناتجة عن الامتناع عن تناول الدواء ظناً بعدم الحاجة للعلاج لعدم تناول الطعام وهي من الأخطاء الشائعة خلال شهر رمضان أو عدم الالتزام بالتغيّرات المُرتبطة بمواعيد وجرعات شهر رمضان المُحدّد من فريق الرعاية الصحيّة ما يؤدّي إلى نقص أو زيادة فاعلية العلاج. أما فيما يخصّ النظام الغذائي وبعض الإرشادات المُهمة خلال شهر رمضان فإنه تتسنى للصائم فرصة ثمينة ليبني نظام حياة صحياً، يُسهم بدوره في تخفيف وزن الجسم وضبط مستوى السكر في الدم وشهر رمضان يُشكّل فرصة لكي يُعيد مريض السكري النظر في بعض عاداته الغذائية الخطأ، كالإفراط في تناول الطعام عموماً والإكثار من تناول المأكولات الدسمة على وجه الخصوص، فالصوم يؤدي إلى تجديد أنشطة جميع أجهزة الجسم والأعضاء ويُخلّص الجسم من الفضلات المُتراكمة ويخفّض مستوى الدهون في الدم. ونصحت أنه يجب عدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات أثناء الإفطار أو السحور والإكثار من شرب الماء خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور، وعدم مُمارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام والتأكد أيضاً من فحص نسبة السكر في الدم بانتظام وأيضاً تجنّب النوم في الساعات الأخيرة من الصيام. ويجب أن يتركز النظام الغذائي على السعرات الحرارية الأقل، بالإضافة إلى كميات أقل ومنضبطة من الكربوهيدرات، وإضافة إلى ذلك تقليل الأطعمة المحتوية على دهون مُشبّعة وزيادة الاستهلاك من الخضراوات والفواكه خاصة المحتوية على الألياف. ونوّهت بأنه يتركّز دور الصيدلي في تعزيز الالتزام بالدواء خاصة لفئة كبار السن والتي تشمل التعليم والاستشارة للمرضى عند صرف الأدوية مع المُتابعة والتوجيه، ومُراجعة وتثقيف المرضى ومُقدّمي الرعاية الصحية، وتوفير الأدوات المُساعدة في قياس وتناول الجرعات التي تسهل أخذ الجرعة الصحيحة في الوقت الصحيح وتوفير نظم أو طرق لتذكير المرضى بأخذ أدويتهم على النحو الصحيح. وتبسيط العلاج عن طريق إدارة تعدّد الأدوية، بما في ذلك التوفيق بين الأدوية الموصوفة من أكثر من مُعالج أو في أماكن الرعاية المُختلفة، وتقليل مرات تناول الجرعات، وأخيراً فيما يخص التفاعل ما بين بعض الأدوية مع الطعام، حيث كثيراً ما يحدث تفاعل بين الدواء والطعام فيجعله لا يعمل بالشكل المطلوب ومن أمثله ذلك تناول الأغذية الغنية بفيتامين «ك» مثل السبانخ مع بعض الأدوية المُضادة لتجلّط الدم مثل الوارفرين ما يؤدّي إلى التقليل من فاعليته وزيادة احتمالية الإصابة بالجلطات، وأيضاً تناول فاكهة الجريب فروت الغنيّة بفيتامين «سي» ومُضادات الأكسدة مع بعض الأدوية ينتج عن ذلك التعارض تراكم في الدواء في الجسم إذ إنه يتفاعل مع الإنزيمات المسؤولة عن استقلاب هذه الأدوية وبالتالي زيادة احتمالية حدوث مُضاعفات غير مرغوب بها أو حتى الوصول لدرجة السُميّة.

مشاركة :