الكاتب يحيى عمر آل زايد الألمعي طبيب بشري وكاتب لدى العديد من الصحف المحلية منذ 2008 و لايزال، حاورته ثقافة اليوم حول إصداره الجديد " شُرفةٌ على جَنّة " حول مجموعة من المحاور كالكتابة والحياة ومحاصرة الزمن للأحلام التي لطالما سعينا لتحقيقها: * في البدء هل كتبت احتفاظاً بالذاكرة أم هروباً إلى النسيان أم بالكثير من اللامبالاة؟. - عندما نكتب من قلب وحب لن نستطيع أن نتوقف، فأي فعل إن كان مصدره محبة فسيخرج عن السيطرة لذلك كان لابد أن أهرب خارج الأسوار دون قيود كحال بعض الكتاب، حرصت في الكتاب أن يلامس الروح قبل الفن والقلب قبل العقل!. كتابي هو صندوق مغلق لا تحاولوا فتحه باللهفة ، بل بالصبر واللامبالاة تأتي جميع الأفكار والرغبات ، يمثل لي الكتاب لوحات وأمسيات طرب، كنت أعتقد أنني سأكتبها وأرحل ولكنني أيقنت أنني متيم بها، كتبت فيه كثيرا وحذفت أكثر وفقدت الذاكرة. * تقول عن " الكتاب " إنه مجرد خربشات على حائط الزمن الذي يخشاه البعض، الدكتور يحيى هل هو منهم؟. - عندما تكون كاتبا لابد أن تتجرد من كل قيود المجتمع، فطير حبيس لن يغرد كثيرا وكاتب عقله متعلق بعادات مجتمعه لن ينجح، حروفنا سحائب أمل تحمل تطلعاتنا، ما تركت لنا الحياة مساحة للكلام! عندما تكون كاتبا لابد أن تمتلك مخيلة قوية، لا يعني نص ما أنك كنت بطله بقدر ما أوحى لك موقف الفكرة -كأول نص في الكتاب- كقنديل مضاء آخر الطريق سنتبعه حتى يكتمل، وكذلك لابد أن تكون لك تجارب كي تستشعر ما تكتب الكتابة ليست لفظا مجردا من خيال إنما توظيف لفكرة الكاتب تصويغا لحالته المزاجية. * تقول " إن انكسرت الروح فستبقى بعد الانكسار متحسسة " وتقول أيضا " وحدهم العظماء من يجعلون منها مؤشرا إيجابيا " الآلام " ، فهل جاء دورك في الانكسار وما دور الآلام في انكساراتك؟. -لم يجئ الدور بل كان، كانت لوفاة جدي ووالدي في سنة واحدة والتفاصيل أثر كبير فيما وصلت له، دخلت الطب وتخرجت منه وسأكمل مسيرتي التي هي في الأساس مسيرته اقتحمت الكتابة؛ لأن فيها دواء لكل مالم تستطع قوله وما لن يفهمه أحد ! عندما تتحدث مع عقلك كثيرا فأنت متألم وثق أنك مشروع كاتب، والآلام لها دور في صقل أي انكسار كي يبقى! كشرخ في مرآة إن لم تستطع تغييرها فأوقفه كي لا يستمر فتذهب سدى، كذلك هي الآلام توقف الانكسار لنقطة زمنية ونفسية ومهما تجاوزناها ستبقى لنا ارتكازا فمن الأفضل أن نستغلها إيجابيا لا سلبيا، فالحياة واحدة، والحياة متعة. الكاتب يا عزيزي لا يكتب إلا بعد ألم فمن عرفنا بالكتابة هو الوجع. * تقول " هل الضمير مرن أم ثابت مناسب لكل زمان ومكان ..." سؤال يحمل إجابته بين كلماته فهل تقرؤها لنا؟. - الكتاب عبارة عن واجهة لكثير مخفي بين الحروف وخلفها! الجميل أن لكل منا إجابات تختلف، وهنا دور أي كاتب أن يجعل نصه يضرب العقل فينفضه ليخرج منه إبداع ، فلماذا نكتب إذا لم يكن لنا هدف. وإجابة النص أتركها للقراء وأنتظرها على تويتر وستتعجب مما ستقرأه من الكثير وبعدها ستوقن كيف أن الكل يحمل إبداعا داخليا ولكن لم يأت استفزاز يخرجه وأنا هنا أقوم بدور المستفز!. * تقول " كيف لا نعليهم فوق سمائنا وهم السماء نفسها! من هم أو لمن كتبت هذه الكلمات؟. - كل من كان ذكرى سعيدة سواء رحلت أو بقيت، قد نخطئ أحيانا في ترجمة شعورهم وقد نبالغ كذلك! بعض الذكريات مآلها نسيان وبعضها احتراق إلا ما وسم في القلب. * لا اخفي اعجابي بنصوص الكتاب فهي رائعة ومنتقاة ومعظمها يتأرجح بين الحب والصدمات، فهل جربت الصدمات مع الحب أم جربت الحب في نهر والصدمات في نهر آخر؟. - لن تصل نصوصي سوى لقلب نابض بالحياة وكفى! أشكر لك ذائقتك. الحب لدينا تقليدي، عندما يسمع البعض تلك الكلمة تأتي لمخيلته الصورة النمطية عنه! نحن شوهناه وحشرناه في زاوية لا نور فيها ولا سماء؛ لذلك حرصت أن أخصص بابا كاملا عنه بهدف تحريره ليمطر على الكل بردا وسلاما، من قال إن الحب حرب ؟ الحب حياة. لم أجرب الحب مع الصدمات ولم أجربه في نهر الصدمات كذلك لأنني أحيا وأتنفس به، لا زلت وليس بصيغة السؤال بالماضي، الحياة سعادة لذلك لنتعلم التعايش معه رغما عن صورته. * كيف تصنف نصوصك في أي فن ؟ - أنا دوما أهرب من التصنيفات لأنها تفرقة وفي كل تفرقة ضعف وخاصة في الأدب ، فعندما نصنف الأدب برأيي يترهل ويضعف، إما بسبب قلة الإقبال على صنف ما أو لشدة التعمق فيه من الكاتب فلا يصل، فاحتراف الكتابة يعطيها التزاماً وأي التزام ينتج توتراً وبالتالي ضعفاً، وحدها الكتابة المزاجية قوية رشيقة تتنقل بين العقول ثورة ونجاح .فكان كتابي جامعا من كل فروع الأدب، فكيف ستسعد بباقة ورد من نوع واحد؟ أهي أم باقة منوعة من مختلف الألوان؟.
مشاركة :