حسن حنفي: تجديد الخطاب الديني وسيلة من وسائل إصلاحه

  • 6/28/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كثر الحديث هذه الأيام عن ضرورة تجديد الخطاب الديني وهناك من تحمس للفكرة من خلال وعي تام باللغة وهناك من تحفظ خوفا من أن يكون التجديد تطاولا على الثوابت، فيما يرى المفكر المصري حسن حنفي أن الخطاب الديني لغة، وأن اللغة ألفاظ ومعان، والألفاظ متجددة طبقا لثقافة كل عصر والمعاني باقية عبر العصور، مشيرا إلى أن تجديد الخطاب الديني يبدأ بحياة الناس والواقع الاجتماعي، ما يقبله وما يرفضه وهو منهج الاستقراء القديم الذي يحصي العلل المتحكمة في السلوك لمعرفة الأسباب وقديما قال ابن سينا (لا مشاحة في الألفاظ) لافتا إلى أن الاقتصار على الفهم الحرفي لهذه الألفاظ يضر كونها أشياء حسية وراءها معان موجودة بالفعل، واصفا التأويل بالحافظ للألفاظ المعاني والدلالات الإنسانية، ويؤكد حنفي أن علماء الدين يقبلون الدخول في هذا النقاش على مضض لأن الدين عندهم لا تجديد فيه، لغة أو موضوعا، شكلا أو مضمونا ولغته لا تتغير لأنها لغة القرآن، والقرآن هو كلام الله الذي لا تغيير فيه بل إنهم يرفضون أي محاولة لفعل ذلك ظنا منهم أن من ينادي بذلك يتآمر على الدين بداية بالقطيعة معه ومن ثم تغيير لغته كما فعل الغرب في عصوره الحديثة، وأبدى حنفي تحفظه ورفضه على من يكفرون من ينادي بالتجديد أو يحاول تطبيقه نافيا تهمة المعارضين ومفندا شبهة هدم الدين من الداخل والترويج للعلمانية حاملة الكفر والإلحاد التي يرددها البعض، موضحا أن تجديد الخطاب الديني هو إحدى وسائل تطوير الخطاب الإصلاحي الذي حاول من قبل الجمع بين القديم والجديد قبل أن يصطدم بالحداثة فينكمش على نفسه ويعود إلى القديم مرة أخرى ويكفر الحداثة والحداثيين، والتجديد والمجددين، وأبان أن انشغال الناس بهذا السجال بين من يظن أنه يدافع عن الدين وتراث الأمة ومن يظن أنه يدافع عن الحداثة والاجتهاد وروح العصر متكرر في حقب متوالية من التاريخ، داعيا إلى قراءة موضوعية للحضارة الإسلامية التي نشأت على الانفتاح على ثقافات الغير واستعارة ألفاظها دون معانيها، مستحضرا من القرآن ألفاظا أجنبية تم تعريبها قبل نزول الوحي مثل (الصراط)، وهو لفظ روماني، و(المشكاة) لفظ فارسي واستعمل الرسول عليه الصلاة والسلام في أحاديثه بعض الألفاظ الحبشية مثل (سنه) ويعني حسن، وعد دخول الألفاظ المعربة مثل: الدستور، البرلمان، البنك، الشيك تجديدا للألفاظ يحمي المجتمع من الوقوع في الثنائية الثقافية بين السلفيين الذين يتمسكون بالألفاظ القديمة وبين المجددين المواكبين روح العصر، كما يعزز وحدة الثقافة الوطنية بدلا من الخصام الثقافي كون مقاصد الشريعة التي من أجلها وضعت ابتداء هي تقدمية ومرنة وتفاعلية كما قال تعالى (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) وعدد مصطلحات حديثة لها أصول شرعية قديمة منها الديموقراطية التي هي الشورى قديما، والمقاومة هي الجهاد، والمجتمع المدني مؤسس على حديث (أنتم أعلم بشؤون دنياكم).

مشاركة :