عظَّم الله أجر الأستاذ الفاضل صالح بن محمد الرشيد في رحيل إحدى بُنياته المفاجئ

  • 7/21/2019
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

فلا تبكينَّ في إثر شيء ندامة إذا نزعته من يدي النوازعُ الموت حقٌّ، وكلنا من زواره، ولكن المفاجئ منه يعتصر المهج والأكباد، ويدكُّ هضاب القلوب دكًّا، مُطيّرًا شظاياه على شعاب النفوس المكلومة في غياب غاليها.. فبينما كانت إحدى بُنياته الصغار التي لم يتجاوز عمرها الثانية عشرة تقريبًا تقوم بمزاولة السباحة في مسابح إحدى الاستراحات إذا بها تغرق ليلة الأحد 27-10-1440هـ؛ ففرت روحها الطاهرة إلى بارئها؛ فوقع ذاك الحدث المؤلم كالصاعقة الملتهبة على نفوس والديها وأسرتها عمومًا.. بل زميلاتها اللاتي أجهشن بالبكاء حزنًا ولوعة على فراقها، وبُعدها عن نواظرهن. كما بدا الحزن على محيا والدها المفجوع أكثر.. مذكرًا له بهذا البيت لاحتساب الأجر من الله جابر المصابين: ولخير حظك في المصيبة أن يلقاك عند نزولها الصبر فالله سبحانه وتعالى قد وعد الصابرين {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لهف وإنا إليه راجعون} الآيات. ولقد خيّم الحزن على أسرتها، وأسرة آل شبيب، وأجدادها وأخوالها، ومحبيهم - جبر الله مصيبتهم - داعين أن ينزل السكينة والطمأنينة على قلوبهم، كما حزن على رحيلها العاجل صديقاتها ومربياتها المعلمات لما تتصف به من لطف وصفات حميدة، جعلت النفوس تميل إليها حبًّا ودعاء صادقًا - جعلها الله في زمرة الصالحات المقبولات عند رب العباد -. ومنذ فترة كنت أفكر في إعداد مقال، يحث الآباء والأمهات على أخذ الأسباب والحيطة، ومتابعتهم بصفة عامة خارج منازلهم وقاية من حوادث السيارات، ومن الحيوانات السائبة، وفي المناسبات عمومًا.. بل في داخل الحرمين الشريفين لمن يؤمهما، ويسعد بزيارتهما؛ فلابد من اصطحاب الأطفال ومراقبتهم خشية الضياع والانشغال في البحث عنهم حينما يتوارون عن أنظارهم - لا قدر الله ذلك -. ومن ناحية أخرى أشد على أيدي الآباء بأن يهتموا بتدريبهم على مزاولة السباحة للأهمية الملحة في ذلك.. وتشقى حياة ما لها من مدرب، ومدرب في كل المجالات المشرفة؛ ليسعدوا في قابل أيامهم.. مع المراقبة التامة عليهم شخصيًّا أو مَن يوثق بهم، حتى يحذقوا فن السباحة.. للوقاية ودرء الأخطار، وللرياضة معًا.. على أن تكون البداية في ماء غير غامر لقامة السابح منهم؛ فيكون الرأس بارزًا فوق سطح الماء عندما يقف.. فإن استُعين ببعض «البالونات» أو ما يشابهها في البداية فجميل جدًّا. وكنا في زمن طفولتنا نستعمل القِرب الصغيرة (الصميل) فننفخه، أو نجمع عددًا من كرب النخيل، فنربط بعضها ببعض؛ كي تساعدنا على الطفح فوق سطح الماء. والحقيقة إن رحيل ابنة الصديق الأستاذ صالح بن محمد الرشيد المفاجئ أثار في كوامن النفس حزنًا عميقًا، تبقى آثاره بين جوانح الأسرة أزمانًا طوالاً كلما يرون مكانها وملاعبها في نواحي منزلهم، مرددين في خواطرهم معنى هذا البيت للشاعر الحلاج: يعزُّ عليَّ حين أدير عيني أفتش في مكانكِ لا أراكِ راجيًا من المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وجميع محبيهم.. مختتمًا هذا المقال الموجز بهذا البيت: وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يومًا أن ترد الودائع ** **

مشاركة :