الأرز يغلب «المعكرونة» في زمن «كورونا»

  • 5/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت إيطاليا التي تعتبر أكبر منتج للأرز في أوروبا، استهلاكاً متزايداً في هذه الحبوب أثناء جائحة (كوفيد-19) تجاوز استهلاك المعكرونة حتى. ورغم الأزمة، وقّعت روما اتفاقاً لتصديرها إلى الصين.ويضع الصينيون نصب أعينهم أصناف الأرز المستخدمة في صنع أطباق الريزوتو، مثل كارنارولي، وأربوريو، وروما وبالدو.وعزا ستيفانو جريبي، رئيس مقاطعة بافيا في اتحاد كولديريتي الزراعي في إيطاليا، هذا الوضع إلى أن «الأرز لدينا أفضل من الذي يزرع في الصين».ورحّب جريبي، وهو صاحب مزرعة، أرز بهذا الاتفاق، خصوصاً خلال أزمة الوباء الذي يسمح لإيطاليا التي تنتج أكثر من نصف إنتاج الأرز الأوروبي، بتصدير الأرز إلى الصين. تقليد صيني للريزوتو ويعتبر الاتفاق نعمة للمنتجين في مقاطعات بافيا، ولومبارديا، وفرتشيلي، ونوفارا، وكلها تستحوذ على 95% من الإنتاج الوطني للأرز في إيطاليا.وكتبت صحيفة «إل كورييري ديلا سيرا» اليومية، بعد توقيع بروتوكول التصدير في إبريل/ نيسان، «إن الأمر أشبه ببيع الآيس كريم، (المثلجات)، لمجتمعات الإسكيمو».وأضافت «أبواب السوق الصينية الضخمة تنفتح على الأرز (والريزوتو) المزروع في الريف حول بافيا»، موضحة أن هناك طبقاً «مقلداً للريزوتو الإيطالي» موجود في الصين.وتبلغ مساحة زراعة الأرز الإيطالي أكثر من 220 ألف هكتار، ويعمل فيها 4200 منتج ينتجون 1,5 مليون طن سنوياً.وتفتخر الدولة بإنتاج أكثر من 200 صنف من الأرز، ولكل منه خصائصه. ومع ذلك، فما زالت أوروبا في مراتب متراجعة عندما يتعلق الأمر بالإنتاج العالمي، إذ لديها 0,4 % فقط من إجمالي الإنتاج العالمي البالغ 500 مليون طن في السنة، 90 % منه موجود في آسيا. تفوق الأرز على المعكرونة وفيما بدأت إيطاليا تزيد صادراتها من الأرز، فهي تحرز تقدماً جيداً في استهلاكه المحلي.فقد ارتفع الاستهلاك بنسبة 47 % خلال الأسابيع الستة الأولى لتفشي وباء (كوفيد 19)، وفي بعض الأحيان تجاوز الطلب حتى على المعكرونة في تلك الفترة، وفقاً لكولديريتي.وقالت ستيفانيا بوفا (27 عاماً)، وهي مزارعة أرز من روبيو، في لومبارديا، لوكالة فرانس برس «خلال حالة الطوارئ التي سببتها أزمة كورونا، اكتشف الناس الأرز، والريزوتو الذي كان يتم تجاهله دائماً في المطبخ الإيطالي».وأوضح سيرجيو لومباردي، البالغ 63 عاماً، والذي يملك مزرعة في المنطقة نفسها، أن «المنطقة يمكن أن تعتمد على احتياطات المياه والإمدادات المستمرة طوال فترة زراعة الأرز، وهو أمر غير ممكن في العديد من مناطق إيطاليا». أرز الرهبان يزرع الأرز الإيطالي في الربيع، ويحصد بين شهري سبتمبر/ أيلول، وأكتوبر/ تشرين الأول.وأدخل الأرز إلى شمال إيطاليا في القرن الثاني عشر الرهبان السيسترسيين الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تحسين الأراضي التي كانت غير مشجرة، وغير صحية، ثم استفاد محصول الأرز من قنوات المياه التي صممها ليوناردو دا فينتشي.وفي وقت لاحق، ساهمت المكننة من تحقيق المزيد من المحاصيل.وحتى خمسينات القرن الماضي، وستيناته، كان الناس يأتون من جنوب إيطاليا، لا سيما النساء اللواتي كان يطلق عليهن «مونديني»، لزراعة السهول.وقد ألهمت ظروف عملهم القاسية أغنية الاحتجاج الشهيرة «بيلا تشاو»، إضافة إلى أفلام من أبرزها «ريزو أمارو» (1949) الذي شارك فيه خصوصاً سيلفانا مانجانو، وفيتوريو جاسمان.

مشاركة :