إن ما حدث للعالم من تداعيات سلبية ومتسارعة نتيجة جائحة كورونا سواء كان على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الصحي اضطر دول العالم للقيام بعمل خطط وإجراءات لتفادي هذه التداعيات، من خلال دعم الأنظمة الصحية والاقتصادية، وكان من ضمن القطاعات التي تأثرت بشكل مباشر القطاع التعليمي حيث بذلت كثير من الجهود الدولية من قبل الحكومات والمنظمات التعليمية إلا أنه كان هناك تباين في كفاءتها نتيجة ضعف الدعم وتسارع انتشار هذه الجائحة، فقد تحدث بعض الخبراء عن تأثير جائحة كورونا على النظم التعليمية مستقبلًا مشيرين إلى عدم تحقيق بعض الدول الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والخاص بجودة التعليم بحلول عام ٢٠٣٠م ، وذلك بسبب قلة الموارد المالية نتيجة التداعيات الاقتصادية للجائحة، أما في المملكة العربية السعودية وبفضل ودعم توجيهات قيادته الحكيمة فقد عملت وزارة التعليم على وضع خطط وإجراءات بديلة لمواجهة تعليق الدراسة من خلال تفعيل التعلم عن بعد، والذي يشمل التعليم التفاعلي عبر بوابة المستقبل والمدرسة الافتراضية ونظام التعليم الموحد والتعليم غير التفاعلي والذي يشمل دروس عين عبر اليوتيوب والقنوات الفضائية وبرامج البلاك بورد في التعليم الجامعي بالإضافة إلى بعض البرامج الداعمة من قبل الهيئة التعليمية في المدارس وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، والجدير بالذكر أن نظام التعليم عن بعد في التعليم العام الحكومي والأهلي بلغ بنسبة مشاهدات تفوق ٧٠٪ وبلغ عدد المشاهدات أكثر من ٦ ملايين مشاهدة حيث قام بالعمل بالمدرسة الافتراضية حوالي ٢٧٦ معلم وعدد المواد ٨١ مادة وعدد الدروس ٣٣٦٨ درسًا تعليميًا كل هذه الأرقام تدل على جهود نوعية لوزارة التعليم حيث أثبتت قدرتها وكفاءتها على نحو شهرين متتاليين منهية عامها الدراسي بنجاح، وبالتالي فقد أعادت المملكة العربية السعودية مفهوم جودة التعليم ومن وجهة نظري فقد أعادت أولويات ومقاصد ومؤشرات الهدف الرابع للتنمية المستدامة والخاص بجودة التعليم. _______ *خبير جودة التعليم
مشاركة :