نحن بالألفية الثانية من عالمنا الزمني نعيش ثورة معرفية قُطباها المبدع والذكاء الاصطناعي بمؤتمر نحو رؤية مستقبلية لما بعد كوفيدا_19 عندما تعود بنا ذكرياتنا الى ماضي عظيم وإلى حاضر مؤلم تبقى لنا ذكريات عظيمة عظم دولتنا الإسلامية التي أمتدت من جبال القوقاز - وأعظم مدنها سمرقند _ إلى قرطبة غرباً وطليطله إبان إزدهارها . فُقدت دولتنا عظمتها عندما فقدت علمائها ومثقفيها ومفكريها وفلاسفتها عند سقوط آخر معاقل العلم والفكر والمعرفة إنه سقوط الفردوس سقوط الأندلس فلابد أن نذكر العديد من مدن العلم والمعرفة التي تميزت بالعديد من الذكريات التي عصفت بها ويلات الحروب فتأثر منها وطننا الإسلامي والعربي إلى أن أصبح شتات . ولكن دوماً تنهض الأمم بالمثقفين من أبنائها ومهما تلاشت أمماً وحضارات إلا أنها تعود وهذه هي سنن الله بخلقه ومنها دار السلام بغداد والعديد من مدن وطننا الإسلامي والعربي . ومنذ أيام وجهت لي دعوة كريمة للمشاركة بمؤتمر افتراضي جمع العديد من الأخوة والأخوات أساتذة وعلماء وباحثين ليشاركوا في نشر العلم والمعرفة من خلال (مؤتمر رؤية مستقبلية للعالم ما بعد كوفيا _19) استمر على مدار 3 أيام من يوم الخميس 14 مايو إلى السبت 16 مايو 2020 واحتوى على 6 جلسات على فترتين تجاوزت عدد البحوث 90 بحثاً وتجاوز عدد المشاركين 160 مشاركاً . وكان المؤتمر فكرة رئيس الأكاديمية الأمريكية الدولية للتعليم العالي والتدريب سعادة الأستاذ دكتور حاتم جاسم الحسون ورئيس المؤتمر الأستاذ دكتور ماهر العباسي وعدد من رؤساء اللجان العلمية والبحثية والتقنية الذين بذلوا قصارى جهدهم لإنجاح هذا المؤتمر النوعي وقاعاته الافتراضية وجلساته العلمية والذي يعتبر الأول على الساحة العربية والدولية لما بعد جائحة كوفيدا _ 19 الذي تجاوزنا به الحدود الجغرافية وتخطينا البرتوكولات الدبلوماسية وانخنا ركابنا ببلاد الرافدين دولة العراق الشقيقة حيث قَدّمت ورقة عمل بعنوان (الابداع ثورة معرفية لما بعد كوفيدا_19) وقدم الأخوة المشاركين بحوثا واوراقا علمية ونوقشت بدار السلام (بغداد) مدينة العلم والثقافة والمعرفة حيث اجتمعنا من أكثر من (30) جامعة وكلية ومعهد ومؤسسة علمية من جميع أقطار وطننا العربي من شط العرب شرقاً إلى الرباط غرباً ومن صنعاء جنوباً إلى صيدا شمالاً وأيضاً شاركونا إخوتنا أبناء وطننا العربي من باقي دول العالم ويُجير هذا المؤتمر لدولة العراق الشقيقة كأول مؤتمر علمي ثقافي مجتمعي يناقش حدث عالمي ضرب العالم بأسرة وأحرج العديد من الدول والحكومات التي لم تحسن التعامل مع الجائحة ولكن من خلال الأبحاث والدراسات التي شارك بها الباحثين بالمؤتمر والتي سوف تكون هي خطوة أولى لتخطي الجائحة عبر ايجاد الحلول البديلة ونشر معرفي يعود على البشرية واستمرارها حيث شارك الباحثون بالعديد من الجوانب والعلوم بتنوعها علوم التاريخ والجغرافيا والعلوم الإدارية والسياسة والعلاقات الدولية والاقتصاد والقانون والاجتماعية والنفسية والإعلام والتربية والتعليم وتقنيتهما والعلوم الصحية والبيئة والتنمية المستدامة . بعد انتهاء الجلسات تعرفنا على كوكبة من الأخوة والأخوات الذين عملنا معهم لمدة ثلاثة أيام في فيض وإثراء معرفي وثقافي وعلمي متنوع ولكن لحظات الوداع لابد منها فأعدت إدارة المؤتمر مشكورة برنامج الختام قدمته الدكتورة سوسن الزبيدي وتوالت الكلمات لرئيس الأكاديمية الأمريكية للتعليم العالي والتدريب الدكتور حاتم الحسون ورئيس المؤتمر الدكتور ماهر العباسي ورئيسة اللجان دكتورة غادة عبدالمجيد وتشرفت نيابة عن إخواني وأخواتي المشاركين من علماء وباحثين وأعضاء هيئات تدريس أكاديميين قدمت كلمة الشكر والعرفان لهذا المحفل العظيم وكلنا امل بأن تكون لنا لقاءات متكررة والحرص على أن تساهم البحوث والدراسات التي قدمت في خدمه وطننا العربي خاصة والعالم عامة من خلال الثقافة المجتمعية للتوعية والوقاية لتقليل الإصابة بالجائحة وأيضا إيجاد البدائل التي تخدم المواطن العربي لاستمرار التعليم وهو تطوير خدمات تقنية التعليم عن بعد ودعمة في جميع الدول والاستفادة من تبادل تجارب الدول وتقديم الخدمات التقنية لإدارة الشؤون القانونية والمالية والأمنية والصحية والإعلام والتي تعتبر هي أركان الحياة والحث عل تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في وطننا العربي لتساهم مع حكوماتها يداً بيدٍ لأن استمرار هذه الجائحة سوف يعصف بدول عظمى فكيف بدولنا التي مازالت تعتمد على اقتصاديات محدودة ، فدور المثقف العربي المبدع هو الطريق إلى التطور والنماء والإزدهار لأن الأمم تتحضر الفكر والمعرفة وقد رأينا على مدار الأزمان أن هناك حضارات سادت ثم بادت ولكن تبقى علومهم تتناقل كإرث عظيم ولنا بسلفنا السابق الكثير من العلماء الذين أبهروا العالم بعلومهم .
مشاركة :