إذا كانت الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن بشأن جائحة فيروس كورونا المستجد، تحول بيننا وبين إقامة أمسياتنا الشعرية الأسبوعية في بيت الشعر، التي يقيمها مركز إبداع الست وسيلة، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، فإننا ننقل هذه الأمسيات الشعرية إلى هنا عبر الصفحة الرسمية للقطاع، وننشر عددا من القصائد لمجموعة من الشعراء.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "الحائك" للشاعر السمّاح عبدالله."الحائك"هو الذي قمّصني قميصتيأنا الذي وقفت أحمل التذكراتِ في عينيّواشتريتُ فضلة القماشِ من حانوتهوكنت أنتوي أقصُّه يستر مرفقيّأو أشدُّه يطول ركبتيّفجمعت فائض الحوائج التي في البيتِ كلهاوزرته في غفلة من العيونِقلت:يا قصّاصُ قص لي على مقاسيونثرت ما حملته من فائض الحوائج التي في البيتِقال:بعضها مستهلكٌوبعضها نقَّره الدود الذي يسكن في الخزانةِ القديمةِانتق النفيسَ كي أعطيك قطعة القماشِيا لمَّامُ لمّ فضلةً تصلحُ كي أعطيك فضلةً تسرُّ العينَوالأشجاروالأنهارَقلت:ليس يملك الفقير غير ما أتى بهوغير ما أبقى له أهلوهغير ما أبقت له مرارةُ النهارِاستوصِ يا قصّاصُلست باخلالكنني أنفقت في شتاء الخوف قوتي كلهوأشهرُ الشتاء تضرب العظامَوعظامي هشةٌفقال:لف حول بسطة المكانِقال:نم على براح دكةّ الدكانِقاس طوليقاس فضلة القماشِثم قص الثوبَقال:مُرَّ مرةً أخرى عليّ عندما يأتي الشتاءوالشتا أتىوها ترونني بهذه القميصة التي عليّلا تلوموني أنا وإنما هو الذي قمّصني قميصتيوقال امشِ بها فإنها إذا أتى النهارُ سُترةٌتزود عنك عين بصّاصي النهار واللصوص والتجارثم نم بها إذا أتى الليلُ الكبيرُإنها منامةٌتصبح في الأحلامِ مركبا وخيمةًتصبحُ حانةً ترقصُ فيها رقصتين تنتشي يا صاديَ الجفونِأو تشربُ فيها رشفتين ترتوي يا ظاميء الفؤادِفتصيرُ – إن رُويتَ – فارسا حلوَ القميصِتشتهيه نسوةُ النوافذِ المعلقاتِتِهْ بهاتصر لما تريدُوامشِ في الأسواقِ فرحانا لتبلغَ الجبالَواخطُ في أكمامها تخلصْ لك الدنيا بأسرِهايا سيدَ الخُطا ومنشدَ الموالِيا ربيبَ الفرَحِ.
مشاركة :